• شارك برأيك
    english

    تفاقم الوضع الاقتصادي خلال العام الحالي في غزة

     دفع الغلاء الفاحش معظم الـمواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى تقليص مشترياتهم بنسبة كبيرة.وتعاني العائلات الفلسطينية لاسيما في غزة من ظاهرة الغلاء التي طالت معظم السلع الأساسية من خبز وأرز وحليب وبقوليات، إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود وأسطوانات الغاز وأجرة الـمواصلات.وتشهد الأسواق انخفاضاً في القوة الشرائية لدى الـمواطنين؛ بسبب معدلات البطالة والفقر العالية، إلى جانب الارتفاع الكبير في الأسعار الناجم عن الحصار، والذي جعل تجار الجملة يقومون برفع الأسعار على اعتبار أنه لا يوجد أمام الـمستهلكين مفر سوى الشراء بالأسعار الـمطروحة.الـمواطنون أبدوا تذمراً كبيراً من ارتفاع الأسعار، وخاصة في ظل غموض يكتنف الأسواق،وطالب الـمواطنون الجهات الـمختصة بالعمل بشكل فوري على حل مشكلة غلاء الأسعار.الـموظف جميل محمد (48 عاماً) من غزة قال لـ"إنسان أون لاين": إن الحياة الـمعيشية أصبحت صعبة جداً في ظل غلاء الأسعار، وقلة البضائع والسلع الحيوية في الأسواق والـمحال التجارية.وأضاف: لـم أعد أستطيع شراء الكثير من الأشياء، بما فيها الضرورية والأساسية.وبيّن أنه لـم يعد يتحمل تكاليف الحياة الباهظة جداً رغم أنه موظف، مشيراً إلى أن راتبه الشهري لا يغطي احتياجات أسرته.وأكد محمد أن الـمواطنين يكتوون بنار الأسعار في ظل النقص الحاد للسلع الأساسية، منوهاً بأن محال اللحوم والأسماك الـمجمدة تلقى إقبالاً كبيراً؛ لأن أسعارها أقل بكثير من أسعار الطازجة.وأشار الـمدرس محمود عادل (35 عاماً) إلى أن غلاء الأسعار دفعه إلى تقنين مشترياته بشكل كبير، منوهاً بأن أسعار اللحوم والفاكهة تفوق قدرة ذوي الدخل الـمحدود. وحذّر عادل من تبعات وتداعيات غلاء الأسعار في قطاع غزة، قائلاً: إن ظاهرة غلاء الأسعار تشكّل خطراً كبيراً على الـمواطنين، في وقت نعيش فيه أوضاعاً اقتصادية صعبة جراء الإغلاق والحصار والعقوبات التي تفرضها إسرائيل على القطاع. وشدد عادل على أن الارتفاع الـمتواصل في الأسعار لا يتناسب مطلقاً مع دخل الـمواطن، موجهاً رسالة لكافة مؤسسات حقوق الإنسان والـمجتمع الـمدني بالتدخل الفوري لرفع الحصار وفتح الـمعابر. السائق محمد أبو عيد (39 عاماً) قال: حياتنا مع غلاء الأسعار أصبحت مدمرة، ونعيش في موت بطيء، موضحاً أن السائقين من أكثر الـمتضررين من ارتفاع أسعار الوقود والغاز.وبيّن أن الـمال الذي يقوم بتحصيله طوال اليوم تذهب غالبيته للوقود، لافتاً إلى أن الغلاء لا يقتصر على الوقود فقط بل طال كل معدات السيارات. ووصفت الـمواطنة نعمة عبد القادر (48 عاماً) ربة منزل، ارتفاع الأسعار بالجنوني واللامعقول، مؤكدة أنه خاضع لأمزجة التجار في ظل غياب الرقابة الحكومية على الأسواق.وأوضحت أنها كانت في السابق تشتري احتياجاتها بأسعار معقولة وفي متناول اليد، أما الآن فلـم يعد ذلك بالإمكان على الإطلاق وبالكاد تستطيع شراء الـمستلزمات الضرورية لـمنزلها.الشاب عبد القادر حسن (20 عاماً) الطالب في جامعة الأزهر بغزة شكا من ارتفاع كلفة أسعار الـمواصلات، مؤكداً أنه يدفع يومياً 15 شيكلاً (الدولار يساوي 4 شواكل)، بعد الارتفاع الـمفاجئ في أجرة الـمواصلات الداخلية والخارجية. وبيّن أنه قرر عدم ركوب سيارات الأجرة للوصول إلى جامعته ، وسيستقل الباص لتفادي دفع مصاريف إضافية، مشيراً إلى أن والده طلب منه ذلك في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار.وطالب حسن بالتدخل من قبل الرئيس والجهات الـمعنية ووضع حد لـمسألة غلاء الأسعار، وتوفير أدنى متطلبات الحياة بما يضمن استمرار العيش بأمان.أصحاب الـمحال التجارية اعتبروا أن لديهم أعذارهم في رفع أسعار السلع، وأرجع الكثير منهم ذلك إلى كونهم يشترون البضائع بأسعار مرتفعة جداً.وقال: "أشترى السلع بسعر مرتفع جداً، والله أعلـم من أين نأتي بالـمال، فأغلبه ديون، وبالـمقابل يلومنا الـمواطن رغم أنني كبائع لا أزيد إلا في أسعار الـمواد الـمرتفعة الثمن".وأشارت مصادر حقوقية إلى أن الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على قطاع غزة يعتبر من أهم أسباب ارتفاع الأسعار؛ لأنه أدى إلى شح في الـمواد الأساسية، إضافة إلى استغلال بعض التجار لنقص الـمواد ورفع أسعارها لجني أرباح كبيرة.وأكدت أن هناك جنون أسعار غير مسبوق في قطاع غزة، إذ ارتفعت قيمة بعض السلع إلى الضعف وأكثر مثل الدقيق والسجائر، بينما ارتفعت مواد أخرى بنسبة مرتفعة جداً مثل الأسمنت والحديد وبقية مواد البناء التي اختفت من الأسواق