• شارك برأيك
    english

    نيران المستوطنين تلتهم أراضي الفلسطينيين بنابلس

    كانت سحابة من الغيوم السوداء التي غطت سماء قرى محافظة نابلس اليوم، شاهدة على قساوة ما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات همجية، فبعد إصابة ستة عمال بجروح مختلفة صباح اليوم، لحقتها اعتداءات أخرى طالت قرى جنوب وغرب نابلس، ليقدم قطعان المستوطنين على إضرام النيران في ستة قرى في المحافظة، لتطال السنة اللهب الأخضر واليابس.

    اعتداءات متكررة

    قال علي عيد رئيس مجلس قروي بورين أن الاعتداءات متواصلة منذ الساعة الواحدة ليلا، وقد سمع أصوات مناشير قطع الأخشاب والتي استمرت على الساعة الثامنة صباحا، ولحقها بعد ذلك أعداد كبيرة من المستوطنين الذين قاموا بإضرام النيران في حقول القمح والشعير وغيرها والأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، وهي الطريق الواقعة من بورين جنوب غرب نابلس إلى قرية جيت غرب نابلس، وأكلت النيران عشرات الدونمات من أراضي بورين وحوراة وعصيرة وغيرها، وقاموا بإغلاق الشارع الالتفافي، وأضرموا النار بأكثر من أربعين حريق في مناطق متعددة، وهناك سحب دخان كبيرة جدا تغطي المنطقة بأكملها، ولم نتمكن من معرفة الأضرار حتى اللحظة بسبب الوجود المكثف للمستوطنين، ووضعهم لحواجز تمنع وصول احد.كما ومنع المستوطنون سيارات الإطفاء والمواطنين من الوصول إلى أراضيهم، وأشار عيد " الحرائق مشتعلة أمام ناظر الجيش الإسرائيلي دون أن يحركوا ساكنا، رغم أن الاحتلال ابلغ الارتباط بأنه سيرسل سيارات إطفاء من جانبه، ولكنهم لم يفعلوا بل عرقلوا من وصول سيارات الإطفاء الفلسطينية ويمنع من إطفاء النيران المشتعلة.وأكد رئيس مجلس قروي بورين، أن اعتداءات المستوطنين ليست بالشيء الجديد، وهي متكررة ودائمة وتزداد يوما بعد يوم، وهدفهم الرئيسي هو الاستيلاء على الأرض وحسب قانونهم، إذا تركت الأرض لأكثر من ست سنوات دون زراعة ورعاية يتم ضمها للدولة والسيطرة عليها، وهو ما يرمون إليه بالاعتداءات المتكررة ومنع المزارع الفلسطيني من الوصول إلى أرضه، وبذلك يسهل سيطرة المستوطنين عليها.وقال عيد أن حجة فعلتهم احتجاجا على إزالة بؤرة استيطانية لهم بالقرب من المنطقة، ولكن ما نراه فعلا هو أن كل ما يسمى بؤر استيطانية هي مستوطنات فعلية ومستعمرات يجب إزالتها، فإسرائيل لن تزيل شيء والواقع على الأرض يقول ذلك، وهي رسالة موجهة إلى كل من يظن غير ذلك.

    ماضية في تعسفها

    وبدوره، أكد غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية أن حكومة نتايناهو ماضية في عملية الاستيطان وهي رسالة لاوباما وكلينتون بعد طلبهم من إسرائيل وقف الاستيطان قبل يومين، وقوبلت مباشرة بإحراق حوالي عشرة كلم من منطقة جيت غربا لحوارة جنوبا، حيث تم إحراق 1500 شجرة زيتون وحرق 1000 دونما مزروعة، فالمنطقة حاليا عبارة عن سحابة من الغيوم السوداء.وقال دغلس " ما صدر عن إخلاء لبؤر استيطانية تعتبر ذر الرماد في العيون، فهم تحدثوا عن إخلاء 26 بؤرة في حين هناك 217 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية، ويتحدثون عن إخلاء في حين انه لا يستطيع أي مسؤول فلسطيني أو منظمة حقوق إنسان أو مواطن زراعة أو تسييج تلك الأراضي أو الوصول إليها حتى". وأضاف دغلس " حتى إخلاء تلك النقاط التي تم الحديث عنها مؤخرا، ما هي إلا تكلفة باهظة على إسرائيل وتريد التخلص من تكاليفها، ففي كل بؤرة تقريبا هناك عشرين مستوطن، يحميهم 100 جندي إسرائيلي، فما تم يحسب في ميزان الربح والخسارة لديهم".كما وشدد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية " نحن لا نريد إزالة البؤر الاستيطانية فقط بل إزالة 108 مستعمرات يقطنها 542 ألف مستوطن إسرائيلي فيها جامعات ومستشفيات تحولت إلى مدن كاملة، هم يريدون إن نتحدث عن إزالة البؤر الاستيطانية فقط، في حين أن تصبح المستوطنات المنتشرة أمر واقع لا حديث عليها وبؤر فيها 4 كرفانات لا تسحق الكلام فيها في مباحثات سياسية"وعن الاعتداءات الأخيرة التي ارتكبت بحق المواطنين والأراضي الفلسطينية –ذكر دغلس- انه خلال ثلاثة شهور كان هناك قرارات بهدم خربة طانا الواقعة شرق مدينة نابلس ومصادرة أراضيها وتهجير ما يقارب 286 مواطنا، وهدم خربة الطويل المقامة على أراضي قرية عقربا جنوب شرق نابلس وتهجير 350 مواطنا وفيها كل أشكال الحياة من مياه وكهرباء ومدرسة، ومصادرة 1200 دونم بمنطقة قريوت جنوب شرق نابلس مصادرة والسيطرة على البئر الارتوازية هناك وهي سياسة إسرائيلية في اتخاذ مواقع إستراتيجية لبناء مستعمراتها، وأقدموا على شق طريق استيطاني شافي شمرون دير شرف غرب مدينة نابلس ومصادرة 120 دونما.

    تعسف إسرائيلي

    وأضاف، لقد تم اقتلاع مئات الأشجار في وادي قانا من اجل إنشاء حزام امني لمستوطنات المنطقة هناك وتفريغ المنطقة من سكانها، وهناك قرار بإنشاء مستوطنة جديدة في منطقة الأغوار رغم وجود 37 مستوطنة هناك، وقرار بهدم 28 منزل في منطقة طمون القريبة من طوباس شمال نابلس، وإخطارات هدم لخرب عطوف والبقيع والحديدية وتسكنها 36 عائلة. وتخوف دغلس، بدأت الخطة من اجل تشبيك المستوطنات بعضها ببعض، كما يحدث في قريوت التي فيها أربع مستوطنات الآن يتم ربطها بطرق موحدة من لخنق قريوت والساوية وسلفيت المطلة على قريوت.كما ونددت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس بتزايد اعتداءات المستوطنين المتكررة في المحافظة والتي تستهدف عشرات القرى في موسم الحصاد .وقال يحيى الجمال منسق لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس أن اللجنة تواكب تكرار الاعتداءات والتي شملت التعرض لعمال ومزارعين وإحراق حقول الحبوب الأمر الذي يؤكد أن ما جرى يتم تحت بصر وسمع سلطات الاحتلال دون أن تتدخل لوقفها.وأشار إلى أن المستوطنين يغلقون الطرق ويرشقون المركبات المارة بالحجارة كما يطلقون الشتائم على المارة ويعتدون عليها.ودعا الجمال الأهالي والقوى الحية من شعبنا إلى مواجهة اعتداءات المستوطنين والثبات على أراضيهم.