• شارك برأيك
    english

    بنك الدم الوطني الفلسطيني أهم مشاريع مواجهة الأزمات والكوارث

    خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، و مع عدد الإصابات المرتفعة ظهرت الحاجة الملحة لكميات كبيرة من الدم الآمن والتي لم تتوفر بالرغم من وجود بنوك دم منتشرة في مستشفيات الضفة والقطاع.ولم يكن مخزون هذه البنوك كافيا لتغطية الحاجة اليومية لمرضى تلك المستشفيات، و من هنا كان الدافع لاستعجال فكرة إنشاء بنك وطني للدم يغطي كافة أنحاء فلسطين، و يؤمن كميات دم آمنة لاستخدامها في وقت الكوارث و الأزمات.

    حلم الجميع...

    يقول مدير البنك الدكتور محمد عودة:" أن فكرة إنشاء بنك دم فلسطيني كانت حلم جميع من توالى على وزارة الصحة، إلا أن الحرب الأخيرة على غزة و نقص الحاد في كميات الدم الآمن دفعتنا لاستعجال هذه الخطوة، وخاصة أننا شعب يعيش تحت الاحتلال ولا احد يمكن أن يتنبأ بالمستقبل".وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت في مارس/ آذار الماضي عن افتتاح بنك الدم الوطني الفلسطيني والذي اتخذ من مركز ابقراط للدم في رام الله، مقرا له.و بحسب الدكتور عودة فإن الطموح أن يتم خلال عام ونصف إلغاء كافة بنوك الدم الموجودة في المستشفيات الخاصة والحكومية في الضفة الغربية و لاحقا في غزة، من خلال أنشاء بنك دم مركزي يتكفل بتزويد بكل المستشفيات الحكومية و الأهلية والخاصة بالدم الآمن المجاني ومكوناته.وتتوفر لدى كافة المستشفيات التي تجري فيها عمليات جراحية بنوك دم تتفاوت في الحجم والجودة باستثناء مستشفى رام الله الحكومي والذي ضمه بنك الدم إليه، حيث يقول عودة:" نحن نسعى لمركزة موضوع الدم وتنظيم استخدامه والتبرع به من خلال بروتوكول موحد للتبرع بالدم و نقله ومعالجته، يضمن المساءلة القانونية في حاله أي خلل".

    الافتتاح الرسمي

    ومن المقرر أن يتم الافتتاح الرسمي لبنك الدم في اليوم العالمي للتبرع بالدم في 14حزيران الجاري، بالرغم أن العمل في البنك جاري منذ شهرين و نصف تقريبا.واعتبر عودة أن وجود كوادر بشرية مدربة و مهنية سهل في إنشاء البنك بشكل كبير، وخاصة أن البنك استعان بموظفي بنك الدم في مستشفى رام الله الحكومي و في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.وسيعمل بنك الدم في المرحلة الأولى ضمن مستشفيات المجمع الطبي الفلسطيني- مجموعة مستشفيات توزع المهام و تشترك في الإدارة- والذي يجمع خمس مستشفيات رام الله الحكومي والمستشفى البحريني والمستشفى الكويتي ومستشفى الشيخ زايد و ومستشفى أبو قراط، و الذي يضم بنك الدم.حيث سيقدم البنك الدم اللازم لعمل هذه المستشفيات، والتي ستعمل بطاقة 15 غرفة عمليات، وذلك حتى يستكمل كافة التجهيزات اللازمة من أجهزة و طواقم بحيث يكون قادرا على تغطية كافة مستشفيات الضفة الغربية، و القطاع في مرحلة التالية.و يشير عودة إلى انه، و حتى الآن، لا يوجد مخزون دم كافي في المستشفيات مما يضطر أهالي المرضى بالتبرع بالدم لسد النقص الموجود، و من هنا كان التفكير بتوفير مخزون دم في البنك يكفي للحالات التي تصل المجمع و تكفي فيما بعد توسيع عمل البنك ليشمل كافة الوطن.

    مخزون استراتيجي للدم

    وتسعى إدارة البنك إلى الوقوف على حاجة فلسطين من الدم بشكل سنوي من خلال دراسة يعكف على إعدادها، بحيث يمكن بناء على نتائجها تنفيذ خطط بديلة لتخزين الدم و الاستفادة من مركباته المختلفة بمشروع يعتبر الأول على مستوى المنطقة.ويقول عودة:" نحن نعمل الآن على دراسة خطة لإنشاء المخزون الاستراتيجي للدم، بحيث يتم تخزين بين 7-8 آلاف وحدة دم في البنك من خلال تقنيات متطورة".ووفقا للتقنيات المتاحة فأن البنك يخزن الدم فترة قصيرة، ما بين 34 – 42 يوما حسب نوع حافظة الدم، ومن خلال المشروع يمكن تخزين طويل المدى يمكن من خلاله حل جميع مشكلات الدم في الوطن و الدول المحيطة أيضا.و تكمن الفكرة الأساسية في هذه التقنية في تفريز الدم بفترة قصيرة جدا بحيث تنقل حرارة الدم من 37 درجة مئوية إلى 196 تحت الصفر خلال فترة ثلاث دقائق فقط، في المقابل، و حين الاستخدام يتم استرجاع حرارته الطبيعية بشكل تدريجي.و يشير د. عودة فأن العقبة الأساسية أمام هذا المشروع هو التكلفة العالية للأجهزة، فحسب الشركة المصنعة للثلاجة التي سيحفظ بها الدم، فأن تكلفتها تصل إلى 600 ألف دولار أمريكي، إلى جانب تكلفة نظام الحوسبة و الأجهزة الملحقة و التي ستعمل كبديل للعنصر البشري.في حالة انجاز هذا المشروع، يؤكد د. عودة على انه سيوفر مخزونا من الدم لمواجهة أي طوارئ:" نحن شعب نعيش في ظل احتلال ولا احد يتنبأ بما يجري،فخلال العدوان الأخير على غزة واجهتنا صعوبة كبيرة في توفير الدم الآمن لعدد الجرحى الكبير".و من جهة أخرى، يسعى بنك الدم و من خلال التقنية الجديدة إلى تصنيع مركبات الدم المختلفة و التي يحتاجها مرضى سرطان الدم والتي تكلف مبالغ عالية جدا لاستيرادها من الخارج، فعلى سبيل المثال، يقول د. عودة، أن مادة " FACTOR A" و التي يحتاجها مرضى السرطان تكلف عند شرائها من اسرائيل ثمانية آلاف شيكل ( 2000 دولار)، في حين أن تكلفة تصنيعا لا تتعدى 800 شيكل (200 دولار).و تتضمن الدراسة خطة لتغطية فلسطين و المنطقة بالكامل و الدول المحيطة (الأردن و مصر، وسوريا) من خلال مخطط بحيث يكون هناك مخزونا ثابتا يتم تعويض أي كمية مستخدمه منهه بشكل دوري.

    عقبات...

    و رغم الأهداف الكبيرة التي يضعها بنك الدم الناشئ أمامه، إلا أن عقبات لا تزال تعرقل مسيرته و على رأسها عدم توفر الإمكانيات المالية التي يمكن أن تغطي كافة الاحتياجات و الأجهزة ذات التكلفة العالية.ويوضح د. عودة:" نحن الآن نعمل وفق المستطاع ولكن تطوير العمل والحصول على جودة عالية يحتاج الأمر إلى دعم فني ومالي في نفس الوقت، وتواصلدائم مع بنوك الم من اجل تزوديدنا بمستهلكات البنك الدائمة. و لضمان جودة العمل، تأسس في البنك منذ اليوم الأول "فرع مراقبة الجودة" و هو قسم مهمته مراقبة جودة الدم المصنع في البنك و المخزن وفقا للمقاييس العالمية و يقدم تقاريره الدورية والتي يتم رفعها لمنظمة الصحة العالمية و الصليب الأحمر والهلال الأحمر.