• شارك برأيك
    english

    عقب الحرب الأخيرة..أوضاع اجتماعية ونفسية صعبة تفوق اعمار أطفال غزة

    في غزة ... تظهر علامات البؤس والحرمان على وجوه الأطفال ، وكأنهم يحملون هما امتد لعشرات السنين دون الالتفات لعمرهم الصغير الذي لا تتجاوز سنينه عدد أصابع اليد. ويشكل الاحتلال سببا رئيسا في تفاقم معاناة الأطفال وسلب حقوقهم ، وتردي أوضاعهم المعيشية وحرمانهم من العيش بسلام .

    أوضاع مضطربة

    فقد أظهر استطلاع أجرته منظمة فلسطينية متخصصة في الصحة النفسية أن 1 .82% من أطفال قطاع غزة عبروا عن اقتناعهم بأن القطاع مكان غير آمن، فيما أكد98.5% من الأطفال أنهم لم يشعروا بالأمن أثناء فترة الحرب لشعورهم بالعجز عن حماية أنفسهم وعجز الآخرين عن حمايتهم.ووجه برنامج “غزة للصحة النفسية” نداء للعالم: “أنقذوا أطفال فلسطين”. وأظهرت الدراسة التي أجراها البرنامج بعد العدوان “الإسرائيلي” الأخير على غزة بعنوان “مدى تأثير الحرب في الصحة النفسية للأطفال في قطاع غزة” ، حيث ما نسبته 6 .66% من الأطفال ظهرت لديهم بعض أعراض القلق والمخاوف النفسية، وأن 0 .42% من الأطفال يتوقعون حدوث أحداث مشابهة لما مروا به وعايشوه. .40% من الآباء عبروا عن مشكلات لدى أطفالهم مع الأقران، كما عبر 1 .82% من الأطفال عن اقتناعهم بأن غزة مكان غير آمن، و5 .73% من الأطفال كانت لديهم مخاوف من استهدافهم بالقتل، فيما وقع 6 .76% من الأطفال أسرى لمخاوفهم من تكرار ما حدث لهم خلال الحرب.

    عمالة الأطفال

    وفي سياق متصل قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن 76.9% من الأسر في قطاع غزة فقيرة مقابل 47.2% من الأسر في الضفة الغربية .وقد بلغت نسبة الفقر حسب الدخل الشهري للأسرة في قطاع غزة 76.9% بواقع 78.9% بين الأسر التي لديها أطفال مقابل 63.7% بين الأسر التي ليس لديها أطفال، مقارنة مع 47.2% من الأسر في الضفة الغربية فقيرة، بواقع 48.6% بين الأسر التي لديها أطفال مقابل 41.3% من الأسر التي ليس لديها أطفال.ويزداد معدل انتشار الفقر مع ازدياد عدد الأطفال بين الأسر، وتعتبر الأسر التي لديها طفل أو اثنين أقل عرضة لانتشار الفقر، فقد بلغت نسبة الفقر للأسر التي لديها طفل أو طفلان 49.8%، مقارنه مع الأسر التي لديها سبعة أطفال فأكثر فقد بلغت النسبة 79.7% .وكما يقول التقرير فان 67.7% من الأطفال العاملين يعملون لـدى أسرهم بدون أجر بواقع 91.6% للأطفال الإناث و64.1% للأطفال الذكور وبينت نتائج مسح القوى العاملة أن نسبة الأطفال العاملين سواءً بأجر أو بدون أجر (أعضاء أسرة غير مدفوعي الأجر) بلغت 3.7% من إجمالي عدد الأطفال العاملين، بواقع 5.3% في الضفة الغربية و1.2% في قطاع غزة ، وأن أكثر من ثلثي هؤلاء الأطفال العاملين (67.6%) يعملون لـدى أسرهم بدون أجر (91.6% من بين الإناث العاملات و64.1% من بين الذكور العاملين)، مقابل 25.6% يعملون كمستخدمين بأجر لدى الغير (7.0% من بين الإناث العاملات و28.4% من بين الذكور العاملين) خلال العام 2008. وحول القطاع الذي يعمل فيه الأطفال أظهرت البيانات أن 45.4% من الأطفال العاملين في الأراضي الفلسطينية يعملون في قطاع الزراعة بـواقع 49.7% في الضفة الغربية و17.1% في قطاع غزة، و29.6% يعملون في قطاع التجارة والمطاعم والفنادق بواقع 23.8% في الضفة الغربية و69.5% في قطاع غزة، أما العاملون في التعدين والمحاجر والصناعة التحويلية فقد بلغت نسبتهم 13.8% بواقع 14.9% في الضفة الغربية و5.8% في قطاع غزة، في حين بلغت نسبة العاملين في قطاع البناء 7.5% بواقع 8.5% في الضفة الغربية و0.5% في قطاع غزة خلال العام 2008.

    تأثر الأطفال

    وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن الحرب في غزة واستمرار سياسة الحصار الإسرائيلية يعيق من جهود الإنعاش ويؤثر تأثيرا سلبيا على الأطفال.وقالت باتريشيا ماك فيليبس ممثلة اليونيسف في الأرض الفلسطينية المحتلة، "على الرغم من انتهاء النزاع إلا أن الأطفال في غزة ما زالوا يعانون نفسيا وجسديا"، مؤكدة ضرورة السماح بدخول مواد الإغاثة وإعادة الإعمار.وأشارت اليونيسف إلى أن القتال ألقى بظلاله على نفسية الأطفال بصورة خاصة، مع صدور دراسة عن الأمم المتحدة تفيد بأن الصحة العقلية والقلق والضغط هي المشاكل الصحية الرئيسية في غزة.وما زال 10% من السكان يعانون من انعدام الكهرباء ولا يحصل 9% من السكان على المياه النظيفة، بينما تشير المراكز الصحية في جنوب القطاع إلى ارتفاع معدلات الأمراض المتعلقة بالمياه الملوثة والصرف الصحي بما في ذلك الإسهال الشديد.كما يوجد نقص كبير في الأموال والطعام والوقود ونفدت 65% من الأدوية الأساسية من المخزن المركزي في غزة.وفي تطور آخر أعلنت الأونروا أمس أنها استطاعت جمع 4.1 مليون دولار لحملة أطفال غزة.وستخصص الأموال للتخفيف من الوضع الإنساني المتدهور في غزة وتلبية احتياجات الأطفال على وجه الخصوص.