• شارك برأيك
    english

    نقص المياه والحشرات تزيد معاناة الأسرى الفلسطينيين في الصيف

    في فصل الصيف تزداد معاناة الأسرى الذين يصارعون من أجل البقاء داخل زنازين ومعتقلات الاحتلال التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة الأساسية ، فما بين نقص المياه وزيادة الحشرات الضارة ومحاولة فرض الزي البرتقالي على الأسرى وبطش الأطفال منهم ، تبقى الحياة داخل المعتقلات بعيدة عن جميع القوانين التي تكفل للأسرى حقوقهم المسلوبة من قبل الاحتلال.

    الزي البرتقالي

    فقد حذر الأسير القائد حسام بدران من أن أوضاع السجون قابلة للانفجار بحكم حالة الاحتقان الشديد الذي خلفته ممارسات إدارات السجون الصهيونية بحق الأسرى في كل مواقع اعتقالهم.وحمل بدران عضو الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في سجون الاحتلال إدارات السجون المسئولية الكاملة عن خطورة الأوضاع بسبب ممارستها سياسة التضييق على الأسرى في كافة مناحي حياتهم بدءا من قدراتهم على التواصل مع الأهل ومرورا بسياسات العقاب والعزل والحرمان من الحقوق وسحب الإنجازات هذا فضلا عن سياسات الإهمال الصحي ونقص الرعاية الطبية وخاصة للأسرى كبار السن والمرضى.وأكد الأسير بدران أن التحدي الأكبر أمام الأسرى الآن هو التصدي لمحاولة إدارة مصلحة السجون فرض الزي البرتقالي عليهم، مشيرا إلى أن القرار لدى الأسرى هو رفض هذا الزي مهما كان الثمن.وتفيد المراكز المختصة بشئون الأسرى بأن معاناة الأسرى تتضاعف في فصل الصيف جراء الحرارة والرطوبة وقلة التهوية والروائح الكريهة وانتشار الحشرات وعدم السماح بشراء الهوايات وانقطاع المياه وحرمان الأسرى من الماء البارد في أقسام العزل الانفرادي وبرك الصرف الصحي القريبة من السجون والزنازين الضيقة للأسرى المعاقبين 0وتدخل الحشرات في فصل الصيف إلى أقسام الأسرى في السجون والمعتقلات المتواجدة في صحراء النقب والأماكن المحيطة بسجن الدامون وفى السجون القديمة والعزل .وأكد عدد من الأسرى أنهم يعانون من الجرذان ، مؤكدين أنهم لا يستطيعون المكوث ولا النوم في الزنازين من كثرة تحرك الجرذان في أقسام سجن السبع القديم والرملة القديم .ولا تسمح إدارة السجون باقتناء الهوايات في السجون ، والرطوبة تزيد من معاناة الأسرى في سجون الساحل كعسقلان ، والأمر يضاعف من المعاناة إذا ما كان السجن يعانى من نقص المياه كالمعتقلات0كما أكد الأسرى أن هنالك روائح كريهة تنبعث من برك الصرف الصحى على مقربة من السجون كنفحة ورامون وهنالك استهتار في رشها بالمبيد لمنع الحشرات والروائح 0وناشد رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات كل من يعنى بقضية الأسرى للضغط على إدارة السجون للقيام بفحص طبى سنوي على الأقل لكل الأسرى للتأكد من صحتهم وخاصة أن الفترة الأخيرة زادت ظاهرة الأمراض في السجون ، ودعا الجميع للضغط على إدارة السجون للاهتمام بنظافة الأقسام ورشها بالمبيدات الحشرية وإغلاق الأقسام القديمة وضمان التهوية فيها ونقل الأسرى لأماكن ذات شروط أفضل .

    تقليص المياه

    وتمتد المعاناة التي يعيشها الأسرى إلى شح المياه داخل السجون حيث أكد مركز الأسرى للدراسات أن اتهامات عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود داني دنون للأسرى بترك صنابير المياه مفتوحة طيلة ساعات الليل للإضرار بالاقتصاد الإسرائيلي تهدف لتقليص كمية المياه رغم شحها عنهم ، مشددا على أن هذه الاتهامات قديمة جديدة وكلما أثار الإعلام الإسرائيلي إشكالية المياه تكال الاتهامات الباطلة للتضييق على الأسرى في هذا المجال .وجاءت أقوال دنون خلال نقاش الكنيست ميزانية الدولة حيث اعتلى دنون منصة الخطابة ليطرح من جديد ضرورة تشديد شروط اعتقال الأسرى الفلسطينيين، مستحضرا شاهدات وصلته من سجناء يهود حول شروط الاعتقال المحسنة التي يتمتع بها الأسرى الفلسطينيين داخل أسوار السجون- حسب زعمه .وأكد مركز الأسرى أن الأسرى في السجون يعانون من شح المياه في المعتقلات وخاصة في النقب ومجدو ، وأن إدارة السجون ركبت عيون سحرية شحيحة الضخ للحمامات في السجون ، الأمر الذي يؤثر على نظافة الأسرى وقلة المياه المقدمة لهم ، وحذر المركز من استئناف التضييقات على الأسرى في موضوع المياه والتخوفات من انقطاعها محاكاة للمتطرفين من دولة الاحتلال الذين يتلذذون في عقاب الأسرى .وفي سياق متصل أفاد أسرى معتقل النقب بأن معاناتهم مضاعفة قاسية وشديدة ، وأنهم بحاجة لمساندة ودعم على أكثر من مستوى رسمي وشعبي وإعلامي وحقوقي 0وبحسب الأسرى فأن العقاب من قبل السجانين يصل للعزل والغرامة ومنع الزيارات ، وأن هنالك حشرة صحراوية بحجم البعوضة وبلون الجسم والصحراء قرصتها تسبب ورم في اليد وألم شديد ، وأن الأسرى في غالب الأحيان يطهون طعامهم على حسابهم بسبب قلة الخضار وكمية الطعام المقدم ، وأن إدارة السجون تفرض عليهم القنوات التي تختارها وتمنع عنهم الفضائيات الإخبارية العربية المطلوبة كالجزيرة والقدس غيرها وتعد بزيادة القنوات دون جدوى 0وأخطر ما يشكون منه تجديد الاعتقال الإداري في يوم الإفراج وأحياناً بعد التحضير للإفراج ، ويشتكي الأسرى من ظاهرة عودة نفس الأسرى للمعتقلات بعد الإفراج عنهم واعتقالهم من بيوتهم بعد شهر أو ما يقارب 0

    انتهاكات خطيرة

    وطالب مركز الأسرى للدراسات بالنظر في الأحكام التي تصدر من المحاكم الإسرائيلية العسكرية بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية ، مؤكداً المركز أن القضاء الإسرائيلي يعترف بأحكام الردع بحجة عدم تكرار الحدث من آخرين وإرهابهم بالحكم الرادع العسكري من المحاكم الصورية تحت ما يسمى بقوانين الطوارىء .ودعا المركز للنظر في مئات القضايا والملفات وخاصة من ذوى الأحكام العالية والأسرى القدامى ، مضيفاُ " نصف الأسرى القدامى في السجون لو تم مراجعة أحكامهم في محاكم مدنية نزيهة غير ردعية لتم الإفراج عنهم وتعويضهم" .وأضاف المركز " لا دولة تدعى الديموقراطية في العالم تتعامل بقانون الطوارىء ، ولا بالمحاكم العسكرية الردعية التي لا تستند للقضاء ولا القانون ، وعند فتح الملفات للأسرى الفلسطينيين والعرب لوجدنا أن كثير من الأسرى يقضون فترات طويلة على حساب أعمارهم في سجون الاحتلال" ، متسائلا في بيان له " أي قانون في العالم يجيز إبقاء أسير في السجون لربع قرن من الزمان لإصابات في جنود و ليس قتل" .وتعد الأحكام الرادعة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية ولمبادىء الديموقراطية التي تتغنى بها إسرائيل .وتواصل إدارة السجون انتهاكاتها بحق الأسرى الأطفال حيث عمدت على نقلهم من سجن هشارون إلى سجن ريمونيم الذي يفتقد للكثير من الاحتياجات .ويحتاج انتقال الأسرى الأطفال إلى ريمونيم إلى أشكال دعم من جانب الأسرى في السجون والمؤسسات المعنية بقضية الأسرى والطفل في الخارج لتأمين حياة كريمة لهم بعيدة عن الاستهداف من جانب إدارة السجون لحقوقهم على كل المستويات .ولا يزال ما يزيد عن 400 طفل أسير في السجون والمعتقلات الإسرائيلية يتعرضون لانتهاكات صارخة تستوجب تدخل المسئولين والمؤسسات والمنظمات الحقوقية حيث أن دولة الاحتلال المتمثلة بإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تنتهك كل الأعراف والمواثيق الدولية التي تكفل حماية هؤلاء القاصرين وتأمين حقوقهم الجسدية والنفسية والتعليمية وتواصلهم بأهليهم ، ومرشدين يوجهون حياتهم والتعامل معهم كأطفال وليس كإرهابيين كما هو الحال في السجون.