• شارك برأيك
    english

    الحاجة أم نمر.. الاحتلال قلب فرحة نجاح ابني لمأتم

    لم تكد الحاجة أم نمر أن تطلق زغرودة نجاح ابنها بشهادة الثانوية العامة حتى امتزج صراخ وعويل فقدان أشجار زيتونها دموع فرحتها بسماع نبأ إحراق واقتلاع المستوطنين أشجار أرضها الواقعة في قرية بورين جنوب مدينة نابلس.

    فرحة لم تكتمل

    الحاجة معزوزة رجا عيسى "أم نمر" قد خطت دموع حزنها سنواتها السابعة والخمسون وجهها وأزالت بهجة احتضان فلذة كبدها لتهنئته بنجاحه، تروي لـ"نافذة الخير" تفاصيل ما حدث قائلة" انقلب فرحي لمأتم، وقد سبق عويلي وصراخي دموع فرحتي وزغرودة نجاح ابني أحمد، كنت انتظر هذه اللحظة بنافذ الصبر، اعد الدقائق والثواني لسماع نبا نجاح أحمد، ولكن كل مرة اليهود لا يتركون لنا أي متسع للفرحة، كان البيت مليء بالمهنئين، أخواتي وبناتي وأقربائنا، قام إخوته بتحضير الأغاني وعلقوا له الزينة وجهزوا الألعاب النارية للاحتفال بنجاحه ، ولكن الاحتلال كان أسرع بإسكات فرحتنا وقلب فرحنا لحزن ومأتم، فما هي سوى لحظات من سماع نبا نجاح ابني كان نبأ إحراق وقلع الأشجار في ارضي".وتابعت الحاجة ام نمر حديثها، ونتيجة لذلك، خرج احمد واخيه قصي الذي يصغره بسنوات مسرعان إلى الأرض، وأنا كنت بحالة هستيرية من بكاء وعويل على ارضي، وزاد خوفي على ابني من إصابته بمكروه، وان يصيبه أذى فينقلب فرحه لمصيبة، وكان هناك المستوطنون يقومون بحرق ما تبقى وكانوا يمسكون بمناشير ويقومون بقطع أشجار تزيد عمرها عن 55 عاما ويقلعون أشجار أخرى، كان حزني كبير وخوفي على ابني في تلك اللحظات اكبر، فقد تعرض أبنائي للملاحقة من قبل الجنود وزاد خوفي بان يصيبهم أي مكروه.وقالت الحاجة أم نمر، أن هذا اعتداء المستوطنين هذا ليس الأول، فمنذ أسبوع والمستوطنين كل يوم يتناوبون في الاعتداء علينا وعلى أرضنا، وقبل أسبوعين قاموا بإحراق 12 زيتونة من ارضي وبالسابق تعرضت ارضي لاعتداء وكانت 35 شجرة زيتون أيضا قلعت ونشرت، وبالأمس اعتدوا على ارضي وقلعوا 25 زيتونة، فهناك حوالي 40 شجرة زيتون يزيد عمرها 55 عاما اعتدى عليها ما بين حرق واقتلاع وتخريب.

    مصدر رزق

    كان صوت أم نمر يحترق لوعة على أرضها، التي بعد كل جملة تصف مدى كبر أشجارها وثمر زيتونها اليانع متحدثة " لو تشوفي ارضي وزيتوناتي، أعطيتها عمري كله وأنا بزرع وبفلح فيها، وبلحظة تختفي من أمام أعيني، علشان كم مستوطن مش معروف من أي بلد جايين وما الهم أصل ولا فصل إحنا ننحرم من حقنا بأرضنا وبأولادنا".وتضيف صاحبة الأرض " ارضي تبلغ سبعة دونمات، هي كل ما املك لأولادي، ومنها ربيتهم بعد وفاة والدهم قبل 13 عاما، رغم أن أسرتي كبيرة ولكنني استطعت أن أعيلهم من هذه الأرض ففلحت وزرعت وحصدت وربيت المواشي وكنت أقوم ببيع اللبن والحليب مع أطفالي من اجل إعالتهم، واستطعت أن أكبرهم وأعلمهم، فارضي مزروعة ب120 شجرة زيتون خسرت نصفهم تقريبا نتيجة اعتداءات المستوطنين المتكررة. ويذكر قصي احد أبناء الحاجة أم نمر " لقد كنا نحتفل بنجاح أخي احمد بالثانوية العامة عندما سمعنا بنبأ إحراق أشجار زيتوننا، وانطلقت أنا وأحمد مسرعين على الجبل لتفقد أرضنا والدفاع عنها، وكان هناك عشرات المستوطنين تحيط بهم دوريات حرس الحدود الإسرائيلية، وقاموا بملاحقتنا وإطلاق النار لتخويفنا، واستطعنا الفرار منهم".وأضاف قصي " للأسف الشديد لم تكتمل فرحتنا بنجاح احمد، لقد كنا سعداء وكانت البهجة تغمر منزلنا عند علمنا بنجاحه، ولكن الاحتلال نغص علينا فرحتنا". وللحاجة أم نمر تسعة أبناء، وتعيش مع أولادها بعد وفاة زوجها في قرية بورين جنوب مدينة نابلس، وقد تعرضت لعدة اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين في مستوطنة " يتسهار" القريبة، وكان قد اعتدى المستوطنون في وقت سابق على المواطنين واحرقوا أراضيهم وقلعوا أشجارهم في قرى جنوب مدينة نابلس منها بورين ومادما خلال الأسبوع الحالي.