• شارك برأيك
    english

    مهرجان التسوق..نابلس تستعيد نشاطها الاقتصادي بعد حصار دام تسعة أعوام

    لطالما سجلت مدينة نابلس على أنها المدينة التجارية والصناعية الأولى في منطقة الشمال الفلسطيني، ولكن هذا اللقب الذي استحقته المدينة طوال تلك القرون الماضية تلاشى منذ أن وضع الاحتلال يديه عليها، فمع بداية انتفاضة الأقصى ومنذ تسعة أعوام عانت مدينة نابلس من حصار خانق، أدى إلى هجرة متزايدة في مؤسساتها التجارية والصناعية، ومع بدأ الإعلان الإسرائيلي مؤخرا عن تسهيلات طالت مدن فلسطينية منها محافظة نابلس، فقد شرع باب الأمل من جديد أمام قاطنيها لإعادة إحياء اللقب، فكان الإعلان عن مهرجان للتسوق في نابلس أولى قطاف تلك الثمار.وقد شهدت المدينة مؤخرا حركة نشطة في أسواقها جراء السماح بدخول الزائرين دون تصاريح من الداخل المحتل 48 ومن أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، وهو مشهد افتقدته المدينة منذ الحصار الذي فرض عليها عام 2001.

    كسر الحصار

    وبدوره، قال علي برهم رئيس مجلس إدارة ملتقى رجال أعمال نابلس و المنسق العام للمهرجان لـ"نافذة الخير"، أن الظروف التي عاشتها نابلس صعبة للغاية وكانت بحاجة إلى ما يكسر الحصار عنها بعد كل تلك الفترة، وقد استطعنا من خلال تنظيم مهرجان نابلس للتسوق بان نلم شمل تلك المدينة ونعيد لها رونقها التجاري والصناعي الخاص، فالمهرجان ابرز واقع نابلس الثقافي والتجاري والتاريخي، لعاصمة الاقتصاد الفلسطيني، بعد أن حاول الاحتلال وبشكل دائم أن يروج لها بأنها مدينة غير آمنة ووصفها بعاصمة الإرهاب مرارا وتكرار، فنابلس اشتاقت للمحافظات الأخرى واحتضان أهلها، وهي تستضيف يوميا ما يقارب 5 آلاف زائر، ونسعى بنهاية المهرجان باستقبال ربع مليون زائر، من خلال الفعاليات والأنشطة التي نقوم بها.وأضاف برهم، نحن نسعى من اجل إعادة المكانة الاقتصادية التي افتقدتها نابلس على مر السنوات الأخيرة بفعل الإجراءات والتدابير الإسرائيلية، فرسالة مهرجان نابلس للتسوق تأتي لإحداث نقلة نوعية بمستقبل الوضع الاقتصادي بنابلس ، وذلك بالاستفادة من التطورات السياسية والاقتصادية ، بالإضافة إلى تحقيق المشاركة بين كافة القطاعات الرسمية والشعبية ، والمنظمات غير الحكومية ، والتي ستكون جميعها الأساس لإنجاح المهرجان، وقد كانت أول تلك البوادر بافتتاح 100 منشاة تجارية وصناعية أبوابها من أصل 425 منشاة كانت قد أغلقت بسبب الحصار، ويذكر أن هناك 40 ألف مواطن كانوا قد غادروا المدينة باتجاه المدن الأخرى خاصة مدينة رام الله بسبب الحواجز والعراقيل الإسرائيلية التي كانت تخنق نابلس.

    حركة نشطة

    يقول امجد الهندي صاحب مؤسسة تجارية " ان نابلس عاشت ظروف صعبة، فقد كانت بضاعتنا تكسد، لا يوجد هناك بيع ولا شراء، فالمواطن انتقل من الطبقة المتوسطة إلى الفقر، ولم يعد يملك ما يصرفه على عائلته، والتجارة توقفت لسنوات طويلة، ومع التسهيلات التي أعلن عنها باتت الحركة نشطة، خاصة مع دخول وجوه جديدة للمدينة من خارج المحافظة، يكفي أن أهل القرى أصبح بمقدورهم دخول نابلس".وذكر اسعد عبد الرحيم صاحب احد المطاعم في وسط المدينة " الحياة تغيرت، فقد غيرت مطعمي أكثر من مرة وكل مرة كنت ابحث عن مهنة تناسب وضع المدينة، ولكني عدت لمهنتي الأولى، وافتتحت المطعم من جديد، نابلس طوال السنين التي مرت لم يكن غريب يدخلها، وهو ما تلمسه عند زيارتك لمدن أخرى كمدينة رام الله، حتى أهل المدينة غادروها بسبب ظروفها، ولكن مع دخول المتسوقين أصبحت هناك حركة ونتأمل خير بان تبقى الأوضاع هكذا حتى يكون هذا الموسم ربح لدينا".ومن جانبها، أبدت أم سامي من باقة الغربية –من الداخل المحتل عام 48- " لقد منعنا من الدخول لمدينة نابلس منذ تسع سنوات وهذه أول زيارة لي بعد فك الحصار عنها، وسمح لنا بالدخول بسياراتنا الخاصة، نحن نحب المدينة وكنا دوما نتمنى زيارتها ولكن الظروف كانت أقوى منا، ونابلس تمتاز بتجارتها وكرمها الأصيل".وأشار عمار من قضاء عكا " نحن نأتي لزيارة نابلس بعد الانقطاع عنها كل تلك الفترة، من اجل دعمها وتأكيد على التواصل مع أهلنا، فلنا أهل وعائلات بالمدينة لم نستطع زيارتهم منذ بداية الانتفاضة، فمهما كانت إسرائيل أقوى منا ولكننا أقوى منها بإرادتنا وعزيمتنا، ونابلس تستحق أن تعود كما كانت بالسابق، عاصمة للتجارة والاقتصاد".