• شارك برأيك
    english

    الاحتلال يخنق غزة مائيا والخزان الجوفي مستنزف

    يوما بعد يوم تتكشف أزمة المياه في غزة ، فما بين سرقة قوات الاحتلال لمياه القطاع ، ومنعه دخول قطع الغيار الخاصة بحفر الآبار في غزة المحاصرة ، يتزايد العجز المائي مما وضع المواطنين في دوامة البحث عن مياه صالحة للشرب .وزادت التحذيرات مؤخرا من الكوارث البيئية لعمليات المعالجة المحدودة ، خاصة أن 10% فقط من مجموع ما هو موجود في الخزان الجوفي يحتوي على مياه عذبة، ما يعني أن استنزاف مياه الخزان للقطاع سوف يتم خلال السنوات الثمانية القادمة.

    استنزاف الماء

    ودعا الخبير الفلسطيني الدكتور مصطفى الحاوي أستاذ الإدارة البيئية في جامعة الأقصى إلى ضرورة تبني سياسة إعلامية واضحة وممنهجة تجاه قضايا البيئة ومشاكل الفلسطينيين المائية، مطالبًا بتنفيذ سلسلةٍ من المشاريع الإعلامية التي يشترك فيها السياسي والخبير والمثقف جنبًا إلى جنب مع الإعلامي لتوعية الجمهور المحلي بمخاطر أزمة المياه التي يحياها مليون ونصف مليون محاصر في غزة.وكشف الخبير المائي خلال يوم تدريبي نظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين ضمن دورته التدريبية التي تحمل عنوان " المعالجة الصحفية لأزمة المياه في فلسطين" إلى أن 50 مليون لتر مكعب من المياه العادمة تُنتج في قطاع غزة سنويًا، ويتم تجميعها عبر استخدام الشبكات والحفر الامتصاصية، لافتًا إلى طرق معالجتها بقوله" إن 80% من المياه العادمة تذهب إلى البحر بعضها معالج والبعض الآخر غير معالج ما يسبب أمراض جلدية لسكان القطاع المحاصرين.وأوضح د. الحاوي إلى وجود ثلاث محطات معالجة رئيسية في محافظات القطاع في مدن بيت لاهيا، غزة، رفح ، وتابع " المياه العادمة تتكون بشكل رئيسي من حوالي 99,92% ماء وتركيزات صغيرة والجسيمات العضوية وغير العضوية المذابة والعالقة".وحذرّ الخبير المائي من الكوارث البيئية لعمليات المعالجة المحدودة التي قال إنها تؤثر على كفاءة المعالجة فمحتويات البكتيريا القالون البرازية أعلى من المعايير الفلسطينية وتوصيات منظمة الصحة العالمية، مقرًا بأن محطة المعالجة في رفح هي الأقل كفاءة في محافظات غزة.وشددّ على أن الخزان الجوفي في قطاع غزة يعاني من نقص في مخزون المياه الجوفية يتراوح ما بين 60/ 65 مليون لتر مكعب، وأن 10% فقط من مجموع ما هو موجود في الخزان الجوفي يحتوي على مياه عذبة، ما يعني أن استنزاف مياه الخزان للقطاع سوف يتم خلال السنوات الثمانية القادمة.وأوصى د. الحاوي منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بتكثيف أنشطته حول قضايا البيئة والمياه والمجتمع الفلسطيني ككل.

    مواجهة الأزمة

    وفي هذا السياق طالبت الأمم المتحدة إسرائيل بالسماح بدخول المواد الضرورية اللازمة للبناء والترميم لمواجهة أزمة المياه والصرف الصحي في قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مطبقا منذ أكثر من عامين. ودعا ماكسويل غيلارد منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية في مؤتمر صحفي عقده في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة مع عدة منظمات أخرى "حكومة إسرائيل إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان دخول المواد الضرورية للبناء والترميم لمواجهة أزمة المياه والصرف الصحي الموجودة في قطاع غزة".واضاف "بدون تلبية فورية لكل الاحتياجات الأساسية للسكان وتسهيل التنمية طويلة الأمد وانتظام المياه وتطوير الصرف الصحي فان البيئة ستتعرض لخطر كبير، التلوث لا يعترف بالحدود والحواجز". وتابع "تدهور وتعطل مرافق المياه والصرف الصحي في قطاع غزة يضاعف من الأزمة الحالية ويزيد التنكر لكرامة الإنسان".وأشار غيلارد إلى أن في عمق هذه الأزمة تهميش حاد لمتطلبات الحياة للسكان مع تدمير وتدهور البنية التحتية والتراجع في كمية ونوعية الخدمات الحيوية في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي". ولفت البيان الصحفي الذي صدر عن المنظمات المشاركة في المؤتمر إلى أن عشرة آلاف شخص في قطاع غزة غير موصولين بشبكة المياه،إضافة إلى أن 60% من السكان لا يحصلون على المياه بشكل متواصل".ويشهد الوضع الإنساني والاقتصادي في قطاع غزة صعوبات كبيرة منذ تشديد الحصار على القطاع في منتصف يونيو حزيران 2007 أي بعد سيطرة حركة حماس على القطاع.