• شارك برأيك
    english

    في الضفة..برنامج لدعم التعليم الجامعي للفتيات

    تحت شعار "علّم فتاة..تبني أسرة.. تزرع وردة في وطن حر"، يستمر مركز الدراسات النسوية بالقدس، و للسنة التاسعة على التوالي، بدعم برنامج التعليم الجامعي للفتيات في الضفة الغربية.ألف طالبة تخرجت من خلال البرنامج أضافت إلى مجتمعها لبنة جديدة في بناءه من خلال البرنامج، وخمسون طالبة التحقن هذا العام بالبرنامج، وما زالت آلاف الطالبات اللواتي ينتظرن توفير أقساطهن لتحقيق أحلامهن في إكمال تعليمهن العالي.

    أقساط جامعية

    تقول ساما عويضة، مديرة مركز الدراسات النسوية، :إن التنمية الحقيقة والشاملة والمستدامة لا تقام إلا بتعليم الفتيات، فالفتاة يعني المستقبل والحاضر، ولها دور فاعل في بناء مجتمعها، ولا يمكن الوصول إليها بمعزل عن العمل على تعزيز حقوق الإنسان، لأن التنمية الحقيقية تستهدف كل المواطنين بدون تمييز، ولأن الانخراط في العملية التنموية وتطويرها واجب على كل مواطن ومواطنة.وتضيف بالقول : إن البرنامج بدأ به مركز الدراسات مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، حيث لبينا نداء موجه من كليات المجتمع في رام الله، لمساعدة الطالبات القادمات من غزة واللواتي انقطعن عن أهاليهن مع بدء الانتفاضة.حيث قامت موظفات المركز بالتبرع براتب يوم في الشهر لصالح هؤلاء الفتيات، وتوسعت الفكرة حين دعونا مراكز أخرى للمشاركة في هذه الجهود.

    جهود حثيثة

    وعن الجهود التي تبذل لتوسيع البرنامج أوضحت عويضة أن تمويل البرنامج توسع وجاء بجهود ذاتية حثيثة من قبل المركز، إلى أن كان لقاء في دولة الكويت قدّمنا التجربة في العام ذاته في مؤتمر في الكويت، مما شجّع لجنة كويتيون من أجل القدس للقيام بحملة لجمع تبرعات، وتحويل ما تم جمعه للمركز لتسديد أقساط الفتيات الفلسطينيات واللواتي كنتيجة للوضع السياسي لم تتمكن أسرهن من دفع أقساطهن الجامعية.ومع نجاح التجربة، قامت مؤسسات صديقة من إيطاليا (نساء في السواد) بالإعلان عن حملة في إيطاليا تمّ من خلالها جمع مبالغ مالية جرى تحويلها للمركز لتسديد أقساط الفتيات الجامعيات من العائلات غير المحظوظة اقتصاديا.وتقوم حاليا مؤسسة سويسرية (Smiling Children) بتقديم عدد محدود من المنح الجامعية من خلال المركز أيضا.والآن نقوم بحملة تبرعات تطال كل مدن الضفة الغربية من اجل مساعدة الفتيات من الأسر الفقيرة والمهمشة لإكمال تعليمهن الجامعي، ونعمل على تنظيم إفطار خيري يذهب ريعه إلى البرنامج.

    عملية تنموية

    إن اختيار الفتيات للتعليم الجامعي يعزز من نماء المجتمع –كما أشارات مديرة مركز الدراسات النسوية- فقد بينت الدراسات أن تعليم الإناث ينعكس إيجاباً على حياتهن وحياة أسرهن وصحة وتعليم وتربية أطفالهن. لأن التعليم يؤدي إلى التنوير والوعي والفهم والتطور، وهو حتما عكس الجهل الذي يكرس الانغلاق الفكري والظلامية والتأخر، فالعلم يعني التحرر من الجهل، والتحرر من الجهل هو طريق للتحرر من كل أنواع الاستغلال وصولاً للتحرر من الاستعمار. وقالت عويضة ، لقد بات الفقر ظاهرة في المجتمع الفلسطيني، وتؤكد الإحصائيات بأن الفقر في فلسطين ينتشر في الأسر التي تعيلها امرأة، نظرا لأن الكثير من النساء لم يتم تأهيلهن ليكن معيلات لأسرهن، ولكن الظروف هي التي أجبرتهن على ذلك.كذلك بينت الدراسات أن الفقر يزيد في الأسر التي تعتمد على معيل واحد، حيث أن معيل واحد لم يعد كاف في هذا الوقت، مما يعني أهمية إعداد الفتيات ليدخلن في دور الإعالة للحد من الفقر.وعلى الصعيد نفسه، بينت عويضة، أن كثير من الأسر الفلسطينية تضحي بالتعليم الجامعي لبناتها عندما تواجهها صعوبات اقتصادية، وتسعى لتكريس كل ما يتوفر لديها لتعليم الذكور دون الإناث. فالإناث يشكلن نصف المجتمع وأن المجتمع القوي والنزيه والعادل، هو ذلك المجتمع الذي يعزز حقوق كافة مواطنيه ذكوراً وإناثاً دون تمييز أو استغلال، ويستفيد من جهود أفراده للمشاركة في عملية التنمية الشاملة.

    عبء مضاعف

    وتسرد عويضة، وهي تؤكد أن المجتمع الذي يعطل جهود نصف مواطنيه لا يمكن أن يتقدم أو أن يسير للأمام، ففتيات اليوم هنّ أمهات المستقبل اللواتي يقع عليهن وعلى أزواجهن عبء تربية أجيال في زمن يتطور باستمرار، وبالتعليم يمكن لفتيات اليوم أن يكن أمهات أكثر وعياً. ويقوم المركز بالتنسيق مع دوائر التسجيل في الجامعات ومن خلال فروعه والمنظمات الأهلية الفلسطينية، حيث يتم تقديم نسخ من طلبات الطالبات ودفع أقساطهن مباشرة، بعد التأكد من وضعهن المعيشي والاجتماعي وحاجتهن للقسط.وتوضح مديرة المركز، إن المركز لا يقف عند هذا الحد بل يتابع جهوده بعد تجرهن ويقوم بتحضيرهن لسوق العمل عن طريق دورات تاهيلية لهن وإكسابهن مهارات جديدة، بما يتناسب مع سوق العمل، وخلال مرحلة دراستهن بالجامعة يكن متطوعات بنشاطات المركز.وذكرت أن حجم تمويل البرنامج لا يتناسب مع حجم الطلبات المقدمة، وهذه رسالة في الشهر الفضيل للتبرع لحساب برنامج التعليم الجامعي لغرس بذرة في طريق بناء الوطن.