• شارك برأيك
    english

    حصار غزة يبقي انفلونزا الخنازير خارج حدودها

    على ما يبدو أن الحصار المفروض على قطاع غزة وضعها في دائرة الحجر الصحي بشكل عفوي من مرض انفلونزا الخنازير بعيدا عن الهلع والإجراءات الاحترازية التي اجتاحت العالم خوفا من المرض القاتل .

    ومع أن غزة لا تزال البقعة الوحيدة الخالية من بين جيرانها من الانفلونزا إلا أن ذلك لم يعف وزارة الصحة والحكومة من وضع خطة طوارئ لمتابعة تداعيات الأمراض .

     اشتباه وسلامة

    قبل العيد بيوم واحد حامت الشكوك في مجمع الشفاء الطبي حول حالة مرضية قادمة من الخارج بإصابتها بانفلونزا الخنازير ، حيث أعلن المجمع حالة الطوارئ واتخذ جميع الإجراءات الاحترازية خوفا من ثبوت صحة الشكوك .

    ما يزيد عن سبع ساعات واصلت الطواقم الصحية فحوصاتها وخرجت بنتيجة تؤكد سلامته من المرض .

    ويقول الدكتور فؤاد العيسوي مدير الرعاية الأولية بوزارة الصحة "الحالة التي وصلت المستشفى تعاني من التهاب شعيبي ، وكل من يحمل ذلك الالتهاب نضعه في دائرة الاشتباه حتى نكمل التحليلات اللازمة ".

    ومع أن غزة مغلقة من جميع جهاتها ، إلا أن إعادة فتح المعبر بين فترة وأخرى و دخول الوفود الأجنبية المؤازرة للقطاع إلى جانب موسم العمرة زاد من خشية وصول المرض إلى غزة

    أحد المشاهد جسدها عائد من العمرة خلال رمضان فقال:" كنت أضطر أنا وبعض المعتمرين الغزيين من خلع البطاقة التعريفية بنا الدالة على أننا من غزة خشية من انتقال مرض أنفلونزا الخنازير لكون الكثيرين كانوا يتجهون لتحيتنا وتقبيلنا ، عرفانا منهم بصمودنا وثباتنا في حين كان آخرون لا يكترثون بذلك ".

    أما المعتمر سعيد ناجي الذي يقطن مدينة رفح جنوب القطاع ذكر أن غالبية المعتمرين كانوا يلبسون كمامات وزعت عليهم في المطارات من الحكومة السعودية مع العديد من الإرشادات التي طلبوا منه الالتزام بها .

    وتعد أعراض إنفلونزا الخنازير هي ذاتها أعراض الإنفلونزا المعروفة، حيث تظهر أعراض الرشح العادية مع ارتفاع في درجة الحرارة، ورعشة يصحبها سعال وألم في الحلق مع آلام في جميع أنحاء الجسم وصداع وضعف أو وهن عام، ويصاب بعض الأشخاص بإسهال وقيء.

    وتعتبر هذه الأعراض عامة حيث يمكن أن تكون بسبب أي من الأمراض الأخرى، لذا لا يستطيع المصاب أو الطبيب تشخيص الإصابة بأنفلونزا الخنازير استنادا إلى شكوى المريض فقط، بل يجب إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية التي يتم عن طريقها تأكيد الإصابة بالمرض أم أنها أعراض لأي من حالات أخرى.

     إجراءات احترازية

    وقال وزير الصحة الدكتور باسم نعيم في حال وصلت انفلونزا الخنازير القطاع فسيكون هناك كارثة لاسيما أن القطاع الصحي في دائرة الحصار الإسرائيلي الذي لم يستثنه .

    ولذلك تتخذ وزارة الصحة في غزة إجراءات وقائية على معبر رفح لضمان إبقاء المرض خارج القطاع .

    وبحسب العيسوي فان الإجراءات تتمثل في رقابة كافة العائدين للقطاع وتسجيل بيانات أي مريض بأحد الأمراض المعدية للقطاع ومعرفة الأعراض التي يعاني منها ، مشددا أنه وحتى تلك اللحظة لم تسجل أي حالة مصابة بانفلونزا الخنازير داخل القطاع في حين سجلت حالتي اشتباه على معبر رفح إلا أن التحاليل أظهرت سلامتهما.

    وبين أن المعبر زود بكاميرا حرارية ككافة المطارات الدولية تكشف عن المصابين بارتفاع في درجة الحرارة لفصل الحالات السليمة عن المشكوك فيها ، مؤكدا على توفر الأدوية الخاصة بالمرض داخل القطاع.

    وقال العيسوي: "خلال العودة من الجانب المصري، يقف كل شخص أمام الكاميرا الحرارية والتلفزيون الحراري كما يتم استقباله بواسطة طبيب في عيادة المعبر، ويتم سؤاله وفحصه سريريا وأخذ المعلومات اللازمة لمعاودة الاتصال به في حال طرأت عليه أعراض أو اشتباه لديه أو لدى من حوله".

    وعن الجهاز المستخدم للفحص على المعبر قال: " الإنسان الذي يعاني من ارتفاع الحرارة يتم كشفه دون سؤال وهو متوجه باتجاه الكاميرا أو التلفزيون الحراري، حيث يكون لون الصورة أخضر غامق، أكثر من الإنسان العادي، وهنا تبدأ مساءلة الشخص وفحصه سريريا أو مخبريا للتأكد والاطمئنان".

    وطمأن العيسوي المواطنين بخلو القطاع من فيروس أنفلونزا الخنازير، مشيرا إلى أن الوزارة أعدت خطة متكاملة لمواجهة الفيروس في حال وصوله إلى قطاع غزة وذلك عبر توفير عيادتين طبيتين في كل من معبري رفح وبيت حانون.

    من الجدير ذكره أن ما يزيد عن مائة وأربعين حالة مصابة بانفلونزا الخنازير سجلت في الضفة المحتلة المفتوحة على العالم ، فيما توفيت حالة واحدة منها .