• شارك برأيك
    english

    أم إبراهيم.. 27 عاماً لم تحتضن ابنها بالعيد

    الحاجة "أم إبراهيم بارود".. ومع إطالة لكل عيد على المسلمين ترتقب ملامح الأمل، عله يكون العيد الأخير الذي يبعدها عن فلذة كبدها الذي غيبته قضبان سجون الاحتلال خلفها.تحاول أن تعبر عن مشاعرها، إلا أن 27 عاماً من الفراق، كفيلة بأن ترسم الدموع على وجنتيها لعدم احتضانها ابنها كما هي باقي الأمهات.تقول أم إبراهيم : تنقلت معه من سجن لآخر وحفظت أسمائها ومواقعها عن ظهر قلب، وتعرضت للمضايقات والاهانة والتفتيش الاستفزازي خلال الزيارات التي كان يسمح لنا باجراءها.وتتابع بحروفها مليئة بالحزن، "اليوم اشعر بالقلق الشديد عليه وعلى رفاقه الأسرى خاصة بعد التصعيد الخطير ضدهم ، وصراحة أحسب ما تبقى له بالأيام والساعات .. وأنتظر عودته سالماً على أحر من الجمر، وأخشى الرحيل قبل لقائه".

    لم تشاهده منذ 13 عاماً

    الأسير السابق، والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، الذي زار أم إبراهيم يقول :استمرار سلطات الاحتلال بمنع أم إبراهيم من زيارة ابنها الأسير ورؤيته من خلف القضبان منذ 13 عاماً جريمة بحق الإنسانية، وتندرج في إطار الجرائم الجماعية التي تصر سلطات الاحتلال على الاستمرار في ارتكابتها بحق الآلاف من ذوي الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.ويضيف "يتحجج الاحتلال بذرائع مختلفة تحت ما يُسمى المنع لأمني المتبع منذ سنوات طويلة ولا يزال يُتبع بحق ذوي أسرى القدس والضفة الغربية، أو بشكل جماعي كما هو حاصل مع ذوي أسرى قطاع غزة منذ منتصف حزيران 2007.ويوضح فراونة :بأن المعاناة لم تقتصر على الأسرى وحدهم، بل تمتد وتطال عائلاتهم، وان حكايات أمهاتهم مع المعاناة والحرمان تُذرف لها الدموع وتعتصر القلوب لها ألماً وحزناً، وحكاية " الحاجة أم ابراهيم بارود " هي واحدة من آلاف الحكايات.مضيفاً أن نجلها البكر إبراهيم ( 47 عاماً ) كان قد أعتقل في التاسع من نيسان / ابريل عام 1986 وحكم عليه بالسجن ( 27عاماً )، أمضى منها ثلاثة وعشرين عاماً ونصف، وتنقل خلال فترة اعتقاله الطويلة ما بين عدة سجون، فيما يقبع الآن في سجن عسقلان منذ ثلاثة شهور. وتساءل فروانة عن الخطر الأمني الذي من الممكن أن تشكله امرأة عجوز "كالحاجة أم إبراهيم" ومعها المئات من أمثالها الممنوعين من الزيارة تحت حجة "المنع الأمني". مبيناً بأن الحاجة " أم إبراهيم " وفي السنوات التي ُُسمح لها بالزيارة خلالها، تبنت العديد من الأسرى العرب ، وكانت تزورهم بجانب نجلها "إبراهيم" فيما اليوم تبحث عن مَن يتبنى نجلها ويقوم بزيارته بدلاً عنها .!.وذكر فروانة أن العديد من ذوي أسرى الضفة والقدس يتبنون اليوم أسرى قطاع غزة .. بل ومنهم من يتبنى أسرى من ذات المنطقة الجغرافية الواحدة ، نظراً لارتفاع أعداد الممنوعين من الزيارة تحت ذريعة "الأمن".