• شارك برأيك
    english

    برامج زراعية لتعزيز صمود المزارع الفلسطيني في أرضه

     

    مع استمرار فرض إسرائيل سيطرتها على الأرض ومحاولاتها المستمرة في مصادرة الأراضي الزراعية وحرمان المزارعين من الوصول إليها، تحاول المؤسسات الزراعية الفلسطينية من انتزاع حقها في الأرض بمد يد العون للمزارع في تثبيته وتعزيز صموده على أرضه.  

     

    فقد تمكنت جمعية التنمية الزراعية وبدعم من الحكومة الهولندية من إطلاق برنامجين جديدين لدعم القطاع الزراعي، والبرامج ستساعد القطاع الزراعي على الاستمرار في مساهمته الفاعلة في تحسين معيشة المهمشين من الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق الريفية، بالإضافة إلى ذلك فإنها ستعزز جاهزية وتنافسية المزارعين الفلسطينيين على إنتاج محاصيلهم بجودة عالية و بطرق لا تضر بالمستهلك ولا بالبيئة من خلال تطبيق "الممارسات الزراعية الجيدة" ( "جلوبال جاب")، والبرامج الجديدة تأتي ضمن برنامج تنمية هولندي أوسع لدعم قطاع الزراعة بمعدل 8 مليون يورو سنوياً. 

     

    المزارع أولا

     كما وأوضح خليل شيحة , المدير العام لجمعية التنمية الزراعية أن البرامج هي استمرار لمشاريع حالية ممولة من قبل الحكومة الهولندية منذ عام 2006، ومن أجل تعزيز فعالية هذه البرامج والتي تركز على تنمية الأراضي وتعزيز قدرات المزارعين وزيادة دخلهم فان جمعية التنمية الزراعية ستدير هذه المرحلة الجديدة من البرامج  بتنسيق وتعاون وثيق مع وزارة الزراعة.

     

     وأضاف شيحة، أن جزء كبير من الأنشطة سينفذ من قبل منظمات أثبتت جدارتها في العمل في قطاع الزراعة والتنمية الريفية وهي : اتحاد لجان العمل الزراعي و مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين و مركز أبحاث الأرض و جمعية المهندسيين الزراعيين العرب و جمعية تنمية المرأة الريفية.

     

     بالإضافة إلى ذلك تم إنشاء شراكات إستراتيجية مع بالتريد و انتاجنا وكواب و سنقرط ( حدائق فلسطين) وذلك بهدف تحسين قدرات المزارعين و مساعدتهم على الوصول للأسواق الدولية.

     

    كما أكد شيحة أن هذين البرنامجين سيمكنان 4250 مزارع من ضمنهم 500 امرأة في جميع محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة من إعادة استصلاح 4700 دونم من الأراضي الزراعية الجبلية  و فتح و استصلاح 100 كم من الطرق الزراعية و وبناء خزانات لتجميع مياه الأمطار وتطوير 250 من الحدائق المنزلية و 30 كيلومترا من شبكات الري ، وإعادة تأهيل 10 آبار للمياه الجوفية ، و بناء وتأهيل  130 بركة ترابية  وإسمنتية وعقد 110 دورة تدريبية لصالح  2660 من  المزارعين.

      كما سيتم في إطار هذا البرنامج توفير 145,000 145،000 يوم عمل لصالح 12,200 عامل بشكل مؤقت .

     

    برامج تنموية

    فيما يفند الدكتور عبد اللطيف محمد نائب المدير العام لجمعية التنمية الزراعية البرامج موضحا، هناك برنامجين نقوم بهما حاليا وهو برنامج "جلوبال جاب" ويقوم على زيادة تنافسية المنتوجات الفلسطينية بالسوق العالمي، ويهدف إلى تحسين مواصفات المنتج الفلسطيني حسب المعايير ومواصفات السلامة والبيئة والصحة، وفي هذا الإطار يعمل هذا البرنامج لتأهيل المزارعين حتى ينتجوا حسب المواصفات، وجلوبال بال شهادة تمنح لدخول المنتج للسوق الأوروبية وهو ما نقوم به مع المزارعين، من اجل تحسين إنتاجهم ومنحهم تلك الشهادة، ليتمكن المزارع من حسين منتجه وحمايته أثناء الزراعة وإرشاده وتوعيته وإتباعه أساليب سليمة لذلك، فهي شهادة جودة على إنتاجه، حيث يتم التفتيش من قبل مختصين من الخارج.

     

    والبرنامج الثاني كما يتابع محمد، كما ويتضمن برنامج تطوير الأراضي والمصادر البيئية في مجال المياه والأرض بشكل أساسي، ويتضمن  استصلاح الأراضي وتأهيلها وشق الطرق الزراعية وتأهيلها، ويتم استهداف الأراضي الجبلية بنفس البرامج والتي لم تزرع من قبل، أو الأراضي التي شاخت أشجارها وأصبحت مهملة بسبب ظروف معينة يتم استصلاحها، وإعادة تأهيل الجدران الاستنادية التي تعمل على حفظ المياه وتامين الري التكميلي للأرض وتساهم في تحسين إنتاجية الأرض، كما أيضا تامين وصول المزارعين للأراضي بشق الطرق وتحسينها.

     

    وعن المناطق المستهدفة، قال " برنامج جلوبال موجه إلى مزارعي الضفة وغزة وبرنامج التطوير موجه للضفة الغربية، فالبرنامج مقدم لحوالي 80 موقع في الضفة الغربية ولكل المحافظات، لان الضفة كما نعلم نصف أراضيها تقع ضمن السيطرة الإسرائيلية، وتعاني أراضيها من محاولات مصادرة وتهميش واسعين بفعل الجدار، وبما هو معمول بإسرائيل وحسب عملهم للقانون العثماني للأراضي إذا تركت الأرض دون خدمة  يتم مصادرتها، وهو ما تتعمد إسرائيل فعله بالأراضي الواقعة على نقاط التماس وخلف الجدار مع منع الفلسطينيين من الوصول إليها".

     

    ويؤكد نائب مدير جمعية التنمية الزراعية على استمرار الجمعية رغم العقبات وخاصة الإسرائيلية من العمل بالبرامج من اجل الحفاظ على الأرض ومنع السيطرة الإسرائيلية عليها.

     

    وقال " إن وجودنا نفي لحضورهم، ولن نترك أرضنا لهم رغم ما سنواجهه وما واجهنا سابقا بمشاريعنا، ولكنا كنا نعمل واستطعنا استصلاح أراضي حاولوا منعنا من الوصول إليها، ونطمح بان تكون خطوة للمزارع الفلسطيني من اجل أن يصل منتجه إلى السوق الأوروبية والعالمية".

     

    نموذج فلسطيني

     وبدوره أشاد الدكتور إسماعيل دعيق وزير الزراعة  بالنهج الجديد المتبع في تصميم وتنفيذ هذه  البرامج والذي يؤسس لشراكة ما بين وزارة الزراعة و مؤسسات العمل الأهلي على المستوى المركزي والميداني والذي يقدم نموذجا ناجحاً في التنسيق بين القطاع الحكومي والمنظمات غير الحكومية والجهات المانحة.

     

     و شدد دعيق على القيمة المضافة الكبيرة لمذكرة التفاهم الموقعة بين وزارة الزراعة وجمعية التنمية الزراعية ، والتي تشكل الأساس لتعاون منهجي في إطار تنمية الأراضي و برامج الجلوبال جاب .

     

     كما رحب وزير الزراعة الفلسطيني بحقيقة أن تشمل البرامج على دعم سخي من أجل مواصلة تطوير إستراتيجية وزارة الزراعة للإرشاد الزراعي  فضلا عن الدعم المالي لتنفيذ تدريبات نوعية لنحو 300من المهندسين الزراعيين العاملين في الوزارة و جمعية التنمية الزراعية والمؤسسات الشريكة.

     

    وأكد دعيق  أن هذه البرامج تساهم في تحقيق الأهداف على النحو المبين في خطة الحكومة لإقامة دولة فلسطينية القابلة للحياة في غضون سنتين