• شارك برأيك
    english

    أضاحي غزة رهينة إدخال الاحتلال للعجول

     

    ينتظر المواطن الغزي نبيل يوسف بسماح قوات الاحتلال بدخول العجول إلى قطاع غزة كي يتسنى له المشاركة في "حصة عجل" مع إخوته وأصدقائه كما اعتاد في عيد الأضحى من كل عام.

    ويخشى يوسف من مداهمة الوقت له قبل أن تبدأ قوات الاحتلال بتزويد القطاع بالعجول مما يضيع عليه الأضحية، حيث أن أسعار ما هو متوفر في القطاع من عجول ومواشي ارتفعت بشكل رهيب خلال الأيام الماضية.

     

    تخوفات وأمل

    ويساور القلق عدد كبير من الغزيين ممن اعتادوا على الأضحية في كل عام ألا يتمكنوا من ذلك خلال العيد القادم بعد أقل من شهر، لكنه من المتوقع أن تبدأ قوات الاحتلال هذه الأيام بإدخال سبعة آلاف رأس عجل على دفعات وذلك قبل عيد الأضحى المبارك لسد أضاحي المواطنين.

    وفي حال أوفى الاحتلال بوعوده فسيصب ذلك في صالح المواطنين بانخفاض أسعار اللحوم بعد أن ارتفعت الأيام الماضية عقب نفاد الكمية التي دخلت القطاع في رمضان الماضي.

    وعانى الغزيون على مدار الأيام الماضية من ارتفاع فاحش في اللحوم حيث تجاوز سعر الكيلو الخمسين شيقل "الدولار= 4 شيقل" في حين انخفض سعرها خلال شهر رمضان إلى خمسة وثلاثين شيقل بعد سماح قوات الاحتلال بدخول ثلاثة آلاف رأس عجل حينها.

     

    فمع استمرار منع قوات الاحتلال دخول المواشي للقطاع، ازداد ثمن اللحم الطازج بصورة ملحوظة خصوصا مع اعتماد المزارع على الكميات الضئيلة التي تدخل عن طريق الأنفاق.

    وتوقع تجار وباعة لحوم أن تشهد أسعار اللحوم الحمراء مزيداً من الارتفاع خلال الفترة المقبلة، حال نكث الاحتلال بوعوده.

     

    ويشير التاجر أبو رأفت إلى أن أسعار اللحوم ازدادت بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الماضي ، متوقعا أن تشهد أسعارها مزيدا من الارتفاع في حال لم تسمح قوات الاحتلال بإدخال كميات قبل عيد الأضحى كما حدث العام الماضي.

     

    وذكر أن التضييق المصري على الأنفاق حد من عملها في جلب الأبقار والأغنام ولم يتبق لعيد الأضحى فترة طويلة حيث أعتاد المواطنين على شراء أضاحيهم قبل مدة من العيد.  

    وأكد أبو رأفت أن المزارع تكاد تكون خالية من المواشي بعد نفاد آخر كمية من اللحوم دخلت عن طريق المعابر حيث استهلك معظمها خلال شهر رمضان المبارك.

     

    قرار بانتظار التنفيذ

    لكن وأمام تلك التخوفات، قال المهندس رائد فتوح رئيس لجنة تنسيق دخول البضائع إلى غزة أن الجانب الإسرائيلي أدخل دفعتين من العجول على مدار اليومين الماضيين بعدما قرر إدخال سبعة آلاف رأس عجل بمناسبة عيد الأضحى ، مشيرا إلى أن ذلك يسد احتياجات المواطنين خلال العيد ، وينعكس على انخفاض أسعارها.

     

    وفي حال استمر الاحتلال على إدخال العجول فسيخفف ذلك من الأزمة التي يعيشها الغزيون، وذلك بعدما لجأ معظمهم خلال الفترة الماضية لشراء اللحوم المجمدة كبديل عن الطازجة عقب ارتفاع أسعارها.

     

    وفي هذا السياق طالب الوكيل المساعد بوزارة الزراعة الدكتور إبراهيم القدرة، بإدخال عدد أكبر من الأضاحي شاملة الأغنام التي لم تدخل قطاع غزة منذ ثلاثة أعوام.

     

    وقال القدرة معقباً على قرار الاحتلال بإدخال سبعة آلاف عجل:"ذلك يتوقف على تنفيذ عملية إدخالها"، مؤكداً أنه لم يدخل قطاع غزة إلى الآن سوى(330)عجل عبر معبر كرم أبو سالم.

    وأكد أن قطاع غزة يحتاج من الأضاحي خلال عيد الأضحى سنوياً أكثر من (15ألف)رأس من العجول و(20ألف )رأس من الأغنام، عدا عن بقية العام يحتاج إلى (4000) رأس شهرياً.

     

    وطالب القدرة مصر السماح بتوريد الأضاحي عن طريق معبر رفح البري، معتبراً أن ذلك يعفي المحاصرين في قطاع غزة من الابتزاز "الإسرائيلي" والإغلاق المتكرر للمعابر.

    وفي السياق شدد القدرة، على أن الطواقم الفنية والبيطرية بوزارة الزراعة تراقب عن كثب ما يدخل قطاع غزة من الثروة الحيوانية سواء عبر المعابر أو الأنفاق، مؤكداً أنها لن تسمح بإدخال المصابة منها بالأوبئة والأمراض.

     

    ومع ارتياح الغزيين لإمكانية انخفاض أسعار اللحوم خلال الأيام المقبلة إلا أن القلق لا زال  يساورهم من جديد، في انتظار الوقائع على الأرض .

    من الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال تسمح هذه الأيام بدخول اللحوم المجمدة فقط ، ولم تسمح للأغنام بالوصول منذ ما يزيد على الأربع سنوات.

     

    تضرر كبير

    من جانبه أكد وزير الزراعة في حكومة هنية الدكتور محمد الأغا أن قطاع الثروة الحيوانية والدواجن في قطاع غزة تضرر بشكل كبير بفعل إغلاق المعابر والحصار، مشدداً على أهمية البحث عن بدائل للاستعاضة عن تحكم الاحتلال في المعابر ومنعه إدخال الأعلاف.

     

    واعتبر الأغا أن تطوير الثروة الحيوانية مرتبط بشكل أساسي بالخطة الإستراتيجية التي تنفذها وزارة الزراعة على الأرض لإعادة هيكلة القطاع الزراعي برمته، مشيداً بجهود المستثمرين في القطاع الخاص للنهوض بقطاعي الثروة الحيوانية والدواجن.