• شارك برأيك
    english

    نابلسيات.. مشروع لتمكين النساء المهمشات

     

     

    مع محاولاتهن المتكررة في تمكين أنفسهن، استطعن أن يحملن على أكتافهن الغضة مسؤولية الأسرة والوطن، فكان مشروع "نابلسيات" القائمة عليه جمعية يالو للدراسات والتنمية، احد تلك المشاريع التي احتضنت بها نسوة عززن صمود أسرهن بمجهودهن الخاص، فنسجن من ألوان مطرزاتهن فرصة أخرى لحياة كريمة.

     

    تنمية مستدامة

    وذكرت إنصاف عودة رئيسة جمعية "يالو" للدراسات والتنمية لـ"نافذة الخير"، أن مشروع التطريز بدأنا به منذ أربع سنوات كانت البداية مع تدريب فتيات في 12 قرية في محافظة نابلس، على فنون التطريز والأشغال اليدوية وهو ممول من عدة جهات، وقمنا به على مراحل وأطلقنا عليه اسم"نابلسيات" لأنه يخرج من أيدي نساء مدينة نابلس، وهو يختص بنساء نابلس بالذات لان الظروف التي مررن بها كانت صعبة للغاية من اجتياح وحصار خنق إرادة كبيرة ما زالت تنسج ما يختلج في صدورهن من الم من خلال عملهن. والمشروع كان على مرحلتين، البداية كانت مع التدريب وتمكين النساء من العمل في قراهن، إذ تم تدريب فتيات وعملن على تدريب نسوة في الجمعيات المنتشرة بقرى المدينة، والمرحلة الثانية التي نقوم بها حاليا هي تشغيل هؤلاء النسوة بعد التدريب، وقد تم اختيار 15 سيدة فلسطينية ضمن مقاييس معينة وحسب وضعهم المعيشي، ومن مختلف قرى المحافظة بعد إخضاعهن لتدريب وتطوير للذات من اجل إنتاج المطرزات والمشغولات اليدوية فقد قمنا بإدخال مواد جديدة على مشغولاتنا من خرز وغيرها من اجل الانسجام مع السوق، ويتم تزويدهن بالأدوات والمواد الخام من اجل إتمام العمل، ومقابل كل قطعة يحصلن على مبلغ من المال وحسب عملهن يحصلن على الأجر، بعد ذلك يتم جمع تلك القطع وبيعها بالسوق المحلي عن طريق المعارض وبعض المحلات المتخصصة، وقد استطعنا توفير سوق لمنتجاتنا عن طريق القنصلية الفرنسية، إذ يتم تصدير مشغولاتنا إلى فرنسا لبيعها هناك. وأضافت عودة، أن الأهداف الرئيسية للمشروع هو تمكين النساء اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، فقد كان الوضع الاقتصادي لبعض النساء صعب للغاية ومن خلال علاقاتنا بالمجتمع المدني استطعنا الوصول إلى هؤلاء النسوة، ومساعدتهن من خلال المشروع. وذكرت عودة أن الجمعية منذ البداية قد أخذت على عاتقها رسالة لإيصالها التخفيف من أعباء المجتمع، وإشراكه في تنمية المجتمع، بحيث يتمكن من الاعتماد على نفسه، خاصة فئة النساء، من اجل دمجها بالتنمية المجتمعية، وان تكون جزء فعالاً فيه.

     

    أهداف وتحديات

    وأشارت رئيسة جمعية "يالو"، نحاول قدر المستطاع تمكين المرأة الفلسطينية من خلال إشراكها بسوق العمل، وكلنا يعلم أن الأسرة الفلسطينية مع غلاء الأسعار والأوضاع الاقتصادية بحاجة إلى أكثر من معيل، وبسبب أرقام البطالة المتزايدة، هناك اسر أصبحت تعيلها نساء، فالمرأة الفلسطينية لها دور بارز في المجتمع وأساسي على جميع الأصعدة. وما نواجهه هنا من تحديات اقتصادية واجتماعية، فإننا نحاول قدر الإمكان تسويق منتجاتنا ضمن هذه الظروف بتنظيم المعارض أو تسويقها من خلال أسواق خارجية, فكل مشروع فيه صعوبات سواء مع المجتمع المدني أو على الصعيد الاقتصادي ولكننا بقدر الإمكان نحاول جاهدين تخطيها من اجل إنجاح الهدف الذي افتتحنا جمعيتنا من اجله. وذكرت عودة، نحاول أن نتوسع بالمشاريع التي نقوم بها، ونسعى إلى فتح المجال أمامنا من اجل التصنيع الغذائي فهو أسهل من ناحية ترويجية ومردوده الاقتصادي اكبر، خاصة أن المجتمع المحلي يهتم بتوفير الحاجات الأساسية بعيد عن الكماليات وتعتبر المشغولات اليدوية كماليات، فلدينا توجه بتوسيع مشاريعنا بالمستقبل.، وتفعيل الفئات المهمشة في بلدنا.

     

     

    إعانة ومشاركة

    وفاء ترابي من مدينة نابلس إحدى المشاركات في مشروع" نابلسيات" ومدربة في المشروع تتحدث عن تجربتها " لقد بدأت العمل مع الجمعية منذ بداية المشروع، وخضعت للتدريب وأنا اليوم مدربة، شاركت في المشروع واستطعت أن اجعل من نفسي امرأة عاملة ومنتجة، خاصة أن الظروف الاقتصادية باتت صعبة في الفترة الأخيرة، فزوجي كان يعمل بإسرائيل وتم القبض عليه ولا يملك تصريحاً للعمل، حتى أن منزلنا الذي بدأنا بتشييده لا نستطيع إكمال البناء بسبب قلة الإمكانيات المالية، وأسرتي كبيرة تتكون من سبعة أفراد، وزوجي يعاني من مرض في عموده الفقري، وعمله قليل للغاية، وبعملي استطعت ولو بمساهمة متواضعة بمصروف المنزل، وأنا اليوم احصل على راتب شهري".

     

    وعن تجربتها، ذكرت زهوة غانم من قرية صرة غرب مدينة نابلس " لقد سمعت عن تجربة من حولي من النساء وأردت أن أقوم بعمل يجنبني مشقة الحياة أنا وأسرتي، وهي بداية جديدة لي معهم وأقوم حاليا بالتدرب واعمل بالمطرزات، كلنا نحاول جاهدين تحسين ظروفنا المعيشية والاجتماعية حتى، فعن طريق العمل نبني علاقات مجتمعية ونتعرف على الحياة أكثر وتكون للسيدة شخصيتها وعملها بتحقيق ذاتها، ولكن الهدف الأساسي كان هو المساعدة في إعالة أسرتي الكبيرة، فزوجي لا يعمل منذ أربع سنوات ويعاني من الضغط والسكري، ولا معيل لنا بالأسرة، فولدي يعمل بشكل متقطع، لهذا لجأنا إلى الجمعية، وأحاول قدر الإمكان أن يكون إنتاجي اكبر من اجل الحصول على مردود ودخل يناسب احتياجات أسرتي".