• شارك برأيك
    english

    تحت سقف واحد..عائلة فلسطينية تشارك الدواب مسكنها

    تحت سقف واحد..عائلة فلسطينية تشارك الدواب مسكنها

    في مكان ما زالت تسكنه الدواب تتقاسمه ختام جودة مع أبنائها..هو لا يشبه البيت بشيء حتى جدرانه الإسمنتية العفنة قد أكلتها الرطوبة..وباتت الحيوانات المقيمة فيه لا تطيق وجودها، حالة إنسانية أخرى ننقلها إليكم بتفاصيل معاناتها وظلمها.

     

     

    أم خلف (44 عاما) كما يطلق عليها الجيران القريبين منها تقطن في قرية زواتا غرب مدينة نابلس، خرجت من هذه الحياة كما تقول بثلاثة أبناء أكبرهم يبلغ من العمر 16 عاما والفتاة 12 عاما والصغير ثماني سنوات، حياة بائسة تعيشها الأسرة دون معيل بعد أن هجر الزوج عائلته وتركها لقدرها.

     

     

    "نافذة الخير" تمر بالطريق الواصل إلى المكان الذي تسكن فيه العائلة، تمر بأزقة ضيقة وطرق ترابية وعرة، يستقبلك باب تستقبلك أم خلف بوجه يصعب وصفه مع الظروف التي تمر بها، تعم رائحة كريهة زوايا المكان تصعد الدرج لتخفض راسك إلى ما يشبه الغرفتين ومنافعهما، تقطنها العائلة بظروف صعبة.

     

     

    مأساة اجتماعية

    ظروف اجتماعية صعبة عانت منها أم خلف، تصف ذلك بالقول :" لقد كنت الزوجة الثانية، وأنجبت أبنائي الثلاثة أكبرهم في الصف الأول ثانوي وأصغرهم لم يدخل المدرسة بعد، وبعد أن تقطعت بنا السبل لم نجد إلا هذا المكان يأوينا، كانت المشاكل مع زوجي تتفاقم يوما بعد يوم، وهجرني منذ ست سنوات، وتزوج بثالثة ولكنها بعد فترة طلقته وحصلت على المنزل، والأولى تقطن في بيت آخر، ولم يبق لي ولأبنائي سوى التسوية التي تعتبر حظيرة للحيوانات".

     

     

    وبمرارة تتابع "حاولت مرارا أن أعيده إلى صوابه ولجأت إلى منزل عائلتي، وعندما عدت لأتفقد أبنائي وجدتهم في حالة يرثى لها، ومن وقتها رضيت بالظلم حتى لا ينتزع أطفالي مني، وحتى اعتني بهم".

     

     

    وتتابع أم خلف حديثها " ولهذا لم أطالب بطلاق زوجي، حتى يبقى أبنائي معي وأمام ناظري، حتى أنني عاجزة عن رفع دعوى ضده أطالب بحقوقي لأنني لا املك المال لذلك، وخوفا مما سينتج عن ذلك فأخاف أن تتفكك أسرتي ويتشرد أبنائي، فجبرت أن أتحمل وأرضى بالواقع".

     

    لا تقتصر مشكلة العائلة عند هذا الحد، فهجران الزوج فاقم من وضعهم المعيشي صعوبة، وتهرب من النفقة على عائلته، فباتت أم خلف وأبنائها الثلاثة بلا معيل، وتعتمد الأسرة في عيشها على مساعدة أهل الخير لهم من القرية، لتدبر الأسرة عيشها على القليل القليل.

     

     

    حقوق غائبة

    عندما زرنا العائلة كانت تعيش في ظلمة حالكة، بعد انقطاع الكهرباء عنهم، أطلت "عربية" ابنة الثانية عشر ربيعا وسط عتمة حالكة رغم توسط الشمس لسماء القرية.

     

     

    بكلمات الأطفال تقول عربية :"ادرس على ضوء السراج وأنام باكرا في وضعنا هذا، لعدم قدرتي على متابعة الرسوم المتحركة التي تبثها التلفزة المحلية".

     

     

    وتحلم عربية ببيت دافىء وجدران تعلق عليها أبطال رسومها المتحركة، هذا جل ما تحلم به عربية التي تقول " ارغب بان أنام بسرير كباقي زميلاتي في المدرسة، بدون فئران تتنقل بين الزوايا لأنني أخاف منها كثيرا".

     

     

    ويذكر ابنها أن ما حل بعائلته أمر صعب ولا يوصف، فالظروف التي تعيشها الأسرة شتت أفراد العائلة كل في جهة.

     

     

    يقول خلف :"أعيش بين منزلين، منزل زوجة أبي وأمي، نفسي أعيش متل أي شاب عايش بهالدنيا، أمي لم تتركنا ولم تطالب بالانفصال عن والدي من اجلنا وهي تحلم دائما ببيت يجمعنا".

     

     

    وتواجه العائلة مشكلة أخرى إضافة إلى مشكلتها المعيشية، فقد لجأت إلى وزارة الشؤون الاجتماعية من اجل مساعدتها في إعالة أبنائها، إلا أن طلبها قوبل بالرفض بحجة أنها متزوجة ولها معيل، وعلى عصمة رجل وهو مجبر على النفقة عليها.

     

     

    ووصف ماهر صالح، ناشط اجتماعي في قرية زواتا، بأن وضع العائلة صعب جدا، وتحتاج إلى مساعدة كبيرة، فظروف المنزل غير صحية وبيئتها غير مناسبة للأطفال وفيها انتهاك كبير وواضح لكرامة الإنسان وحقوقه.

     

    وأوضح "أنها بحاجة إلى أي مساعدة بأي شكل من الأشكال من اجل انتشالها من الوضع الذي تعيشه، ونناشد بان يتم مد يد العون للعائلة، خاصة أنها تعيش في ظروف اقتصادية سيئة للغاية، وبحاجة إلى مكان يأويها، فالمساعدات التي تتلقاها لا تكفي حاجات إعالتها".