• شارك برأيك
    english

    وائل بشير ..كفيف يري العالم عبر الكمبيوتر

    في عام 1997 تحديدا عمد إلى شراء حاسوب وسط انتقاد واستغراب كبير ممن حوله لكنه أراد أن يكتشف مكنوناته ويحاول تطويعه لخدمته وتيسير أمور حياته رغم صعوبة ذلك في بداية الأمر لعدم وجود برامج مساعدة خاصة بالكفيف تساعده على استخدام الحاسوب، يقول بشير :"لكني اشتريت الحاسوب وبدأت أكيف نفسي للتعامل معه عن طريق الحفظ فكنت أعمد إلى حفظ أصوات الويندوز عند فتح أي برنامج أو إغلاقه بالإضافة إلى حفظ أزرار الكيبورد وحروفها باللغتين العربية والإنجليزية، كنت أفتح ملفات وأكتب فيها دون أن أتمكن من مراجعة نصوصها وتحريرها وأخطائها الإملائية" ، ويتابع :"مع بداية دراسة الماجستير بدأت البرامج المساعدة الخاصة بالمكفوفين للحاسوب تظهر كان أولها مركز التقنيات المساعدة في الجامعة الإسلامية وكنت من الأوائل الذين التحقوا بالمركز ولم أواجه عقبات كثيرة حيث كنت قد تعرفت على الويندوز والدوس والأساسيات في مجال الحاسوب فتح القوائم وإغلاقها مما ساعدني على اجتياز هذه المرحلة بوقت قياسي وكان التركيز على كيفية استخدام البرامج المساعدة للمكفوفين ومن ثّم أصبحت مدرباً للحاسوب"لم يكن تعلق بشير بالحاسوب لإشباع رغبة فقط بل عمد إلى تطويعه للاستفادة منه في شتى الجوانب الحياتية، يقول "بدأت أستفيد من الحاسوب في دراستي استخدمته في قراءة الكتب التي تضمنها المكتبات الإلكترونية على شبكة الانترنت، كما استفدت منه في الجانب العملي حيث أعمل إمام وخطيب " ، وينوه بشير إلى أن الخطابة تحتاج إلى تحضير جيد وعقب قائلاً :" ساعدني على ممارسة الخطابة ما أودعه الله سبحانه وتعالي في شخصيتي من قدرات شخصية من مخاطبة الجماهير والتأثير فيهم وأما القدرات العلمية فقد استقيتها مما قرأته من مواد و موضوعات في كتب المكتبات الإلكترونية التي لا أنفك عن تصفحها يوماً بيوم فتعينني على تحديد مادتي الخطابية خاصة كتب التفسير والحديث فساعدتني كثيراً في تأدية مهمتي في مجال الوعظ والدعوة إلى الله تعالى عن طريق الدروس والخطب والمحاضرات والدورات حيث أقوم بإعطاء دورات عليا في تلاوة وتجويد القرآن الكريم نشاط مجتمعيعادة ما تنطوي الإعاقة على صعوبات يعانيها المعاق سواء في التكيف مع الواقع الذي يعيشه وسط النظرة السوداوية للمجتمع تجاه المعاق، إما بالانزواء على نفسه أو تحدي تلك النظرة وإثبات عكسها.للأسرة دور كبير في نماء المعاق واندماجه في المجتمع إذا ما أحسنت معاملته ولم تجعله عالة بإخفائه عن الأنظار ليس خجلاً بل خوفا وخشيةً من أن يمسه السوء، يقول بشير أن هذه النظرة غاية في الخطورة فهي تجعل الإنسان المعاق منعزلاً غير منتجاً ولا مندمجاً في المجتمع ويمكن التغلب على هذه الصعوبات بإبداء التكيف من قبل المعاق نفسه وسعيه للدمج من خلال محاولة اعتماده على نفسه في تأمين متطلباته الخاصة، ويؤكد بشير أن المشكلة التي كانت تواجهه في البداية هي صعوبة التنقل والحركة غير أنه تجاوزها بمساعدة الآخرين بالتعود وبالإصرار على إنجاز الشيء، أما عن صعوبات العمل التي واجهها فتكمن في الضغط الذي يقع عليه كخطيب وإمام ناهيك عن كونه مدرس في كلية المجتمع فهذا له ضغط بالإضافة إلى التدريس في كلية الدعوة الإسلامية خاصة وأن المواد التي يدرسها مواد متخصصة في إعجاز القرآن والتفسير تحتاج إلى متابعة، وأضاف :" الدروس في المساجد والندوات الدعوية ودورات التلاوة تأخذ الكثير من وقتي ناهيك عن متابعة الشئون المجتمعية كعضو من أعضاء المجلس البلدي لمدينة دير البلح ما يتطلب متابعة مشاكل المواطنين وحلها ".