• شارك برأيك
    english

    الطلبة العاملون بغزة.. للدراسة حقوق أخرى !!

    تؤكد الأرقام أن حالة الفقر والبطالة التي استشرت بين أفراد الشعب الفلسطيني ازدادت نسبتها عن 60% ، ومن هنا عمدت بعض الأسر الفلسطينية إلى بيع ممتلكاتها لتأمين تعليم أبنائها الجامعيين ، فقد أشارت آخر الدراسات المختصة في هذا المجال أن ما نسبته 46.5% من الأسر الفلسطينية بقطاع غزة عمدوا إلى بيع بعض ممتلكاتهم ليوفروا رسوم الدراسة الجامعية لأبنائهم ونسبة 61% منهم أيضاً اضطرت إلى بيع مصوغاتها الذهبية بينما عمدت 87% من الأسر الفلسطينية بالقطاع إلى بيع بعض الأجهزة المنزلية لديها من أجل توفير رسوم أبنائهم الجامعية، أما من لا يملكون شيئاً من هذا القبيل فلجأوا إلى العمل بعد الدوام الدراسي من أجل استكمال الرسوم الدراسية فكان شعلة من نشاط وتفوق استحقوا من " إنسان أون لاين " إلقاء الضوء على بعضاً من ملامح حياتهم الجامعية والمهنية على حد سواء . بائع في السوقما إن تأذن شمس الصباح لأشعتها بالشروق في سماء غزة حتى تتحرك أقدام محمد عبد الرحمن طالب بالسنة الثانية قسم "تجارة- إنجليزي" بالجامعة الإسلامية، إلى السوق المركزي مودعاً والديه راجياً دعاءهم له بالرزق الوفير وترافقه الدعوات التي تلهج بها القلوب والألسن.يقف محمد قرابة الست ساعات على قدميه يبيع الخضراوات في السوق للزبائن الذين يحبذون بضاعته نظراً لجودتها وحسن ترتيبها على بسطته الخشبية الصغيرة التي تجرها العجلات، لسانه رطب يجيد التعامل مع زبائنه لا يستاء ولا يتذمر فبضاعته لا تحتاج للمفاصلة في سعرها غير أنه أحياناً يعمد إلى تخفيض السعر لمن رأى حاجته لسلعته وحجته في ذلك ليبارك الله له في رزقه.في حديث خاص لـ" إنسان أون لاين " يؤكد محمد أن ظروفه المعيشية المضنية أجبرته على العمل كبائع للخضراوات في سوق غزة المركزي، فوالده محروم من الولوج إلى مكان عمله بالأراضي المحتلة عام 48 كغيره من العمال الفلسطينيين ووالدته لا تقوى على العمل وأشقائه كثر واحتياجاتهم أكثر، يقول محمد :"أجبرت على العمل منذ كنت في الثانوية العامة عملت في الإجازة الصيفية لأوفر رسوم حجز المقعد في الجامعة وبعدها مع استمرار سوء الأوضاع الاقتصادية لم أملك إلا الإصرار على العمل والجد والاجتهاد في الدراسة لأحقق حلمي بإنهاء الدراسة الجامعية ".ويضيف الشاب بصوت امتلأ حماسة وعزاً وكبرياءً :" أفخر بأني أعمل وأدرس في ذات الوقت فلا يأس مع الإرادة القوية والطموح الجياش " ، ويسترسل محمد في حديثه :" ليس العمل وحده الذي يوفر لي الرسوم الدراسية بل يغطي جزءً منها بينما الجزء الآخر والأكبر فالحمد لله تغطيه الجامعة من منحة الطلبة المتفوقين " .مهندس طوبارجي !!أما كرم الطالب في السنة الخامسة كلية الهندسة المدنية فيقسم وقته بين العمل والدراسة أيضاً والسبب ظروف أسرته الاقتصادية التي حالت دون قدرتها على الإيفاء بتوفير رسومه الجامعية.يقول كرم :"فقط أعمل منذ عامين بعدما توفي أبي وانعدم مصدر دخل الأسرة عندها كان عليّ القرار إما العزوف عن استكمال حلمي بالدراسة الجامعية في منتصف الطريق، أو تحدي الظروف والبحث عن بديل يؤمن لي بعضاً من تكاليف الدراسة الجامعية، بالنسبة لي كان الخيار الأوحد التحدي خرجت إلى سوق العمل أبحث عن فرصة كنت في السنة الدراسية الثالثة وبعد طول بحث تقدمت لإحدى شركات المقاولات للعمل فيها كان الرد بدايةً بالرفض إذ أنني لم أنهي دراستي ومن ثم كان القرار بإسناد مهمة عامل طوبارجي " ، ويتابع كرم :" لم أتردد للحظة في قبول العرض وشيئاً فشيئاً رحت أطور مهاراتي في العمل مستكملاً دراستي بجد واجتهاد " ، مؤكداً أن معدله التراكمي لا يقل عن 80% ويقول :" العمل ليس عيباً لكن الركون والاستسلام لظروف الحياة القاسية وعدم محاولة تجييرها لتكون في خدمتك هو العيب والخزي " ، ويستطرد :" أسرتي لم تملك شيئاً لتبيعه لتوفر لي رسومي الجامعية وما كنت سأقبل ذلك، مادمت قادراً على العمل وصنع مستقبلي بكدي وعرقي لأفخر بذاتي ويفخر بي أهلي " .هكذا يكون الكفاح.. وهكذا يكون الابداع وكما يقولون أن نضيء شمعة واحدة خير من أن نلعن الظلام ألف مره