• شارك برأيك
    english

    رغم فقده لساقه .. تحدى الإعاقة وتفوق على الأصحاء

    أثبت مجدي التتر أن إعاقته لن تمنعه من أن يتفوق على الأصحاء ، ولن تثنيه كذلك عن الإبداع في أكثر من مجال بعدما استطاع أن يمثل فلسطين في العديد من المحافل الدولية .التتر (27 عاماً) أصيب في حادث سير عام 1990 توفي على إثره أخيه الذي كان يرافقه فيما بترت ساقه مما سبب له إعاقة دائمة.بداية المشواريتحدى نظرة المجتمع إليه كمعاق وقلب الموازين المعروفة في العالم وأعلن أن هذه الإعاقة لن تستطع أن تقعده وتهبط من عزيمته بل تغلب عليها ، أصبح التتر بطلا رياضيا في العديد من الرياضات يتفوق على الأصحاء فيها في كثير من الأحيان ليس في الرياضة فحسب بل حتى في جميع أعماله فهو يعمل موظفاً في وزارة الأوقاف كمؤذن في مسجد الشيخ زايد ومدرب في نادي المشتل الرياضي ومدرب في العديد من النوادي الأخرى. ويعد التتر بطلا في السباحة ولاعب الننشاكو الأول من المعاقين في الوطن العربي حيث قال " والحمد لله لا أواجه أي معيقات اتجاه وضعي الحالي وأمارس حياتي العادية بل استطعت في كثير من المواقف أن أسبق غيري من الأسوياء سواء على صعيد العمل أو الرياضة" ،أما عن بداياته الرياضية كانت بعد عامين من إصابته فيقول:"كنت مشاركا في أحد المخيمات الصيفية حيث تم خلاله عرض فيلم عن لعبتي "الكاراتيه، والكونغ فو " فعندما عدت إلي المنزل حاولت تقليد الحركات التي شاهدتها وكان أخي يساعدني في ذلك وعندها عرض علي التسجيل في نادي للتدريب على الرياضة ومن هنا بدأ مشواري الرياضي .انتصار يتلوه انتصاروحصل التتر على العديد من البطولات المحلية والعربية في لعبة السباحة وكان أولها بطولة في عام 97 التي تعتبر أول بطولة له ثم حصل على بطولتين في عامي 98، 99 وحصل على المرتبة الأولى فيهما وفي عام 2000 ذهب إلى الأردن للمشاركة في بطوله كانت تشارك فيها كل من الأردن والعراق ولبنان وفلسطين وحصل فيها على ميدالية ذهبية وميداليتين فضيتين.ويتحدث التتر عن انتصاراته قائلا " أنا فخور جدا بهذا الفوز لان الدول المشاركة لديها الإمكانيات والتقنيات اللازمة للتدريب بعكسنا فنحن نفتقر لأقلها ومع ذلك وبحمد لله نحن نأخذ قوتنا من المعنويات العالية ومن رغبتنا في تحقيق شيء لوطننا".وأردف بحسرة:" لكن للأسف لم استطع المشاركة في بطولات دولية وذلك ليس لضعف في قدراتي ولكن للصعوبات المادية التي تواجهها الإدارة فقد جهزت نفسي لبطولة العالم في الأرجنتين عام 2003 عن طريق اتحاد الرياضة للمعاقين ولكن نظرا لظروف الاقتصادية التي يعاني منها الاتحاد لم اذهب" . ويتابع بفخر :"في عام 2005 شاركت في سباق سباحة لـ1500م والحمد لله أخذت المرتبة الأولى على المعاقين والرابع على الأسوياء ولم أسبح فقط لمسافة 1500 م بل أكملت لـ3000 م , كما شاركت في دورة إنقاذ بحري وغطس في الدفاع المدني وكنت المعاق الوحيد خلالها لكن تميزت خلالها بشكل واضح حيث كان عدد المشتركين فيها 40 متسابقاً وكنت احصل من الخمسة الأوائل في جميع الامتحانات والسباقات ".طالبت ....ولكن أما عن اهتمام الاتحاد بالمعاقين ورعايتهم ودعمهم لهم فيقول التتر : "لو كان هناك دعم واهتمام لوصلت إلى أثينا حتى أنني أفكر وأطالب بإدخال لعبة الننشاكو من ضمن ألعاب المعاقين حركيا لنكون السباقين من بين دول العالم ".ويعتبر التتر الذي تزوج قبل ما يقارب العامين أن الفضل لما وصل إليه من بعد فضل الله يعود أولا لوالده الذي كان يرفع من معنوياته ويشجعه باستمرار ثم للمدربين ولأخيه مازن وهو يعتز كثيرا بما وصل إليه ويتمنى أن يستطيع رفع العلم الفلسطيني في كل المحافل الدولية. وكان التتر قد عاد مؤخرا من رحلة علاج قضاها في ألمانيا استطاع خلالها الحصول على قدم اصطناعية إلكترونية هي الأولى من نوعها في القطاع ويتمنى أن تساعده بشكل كبير في لعبة الننشاكو،وذلك بعدما حصل على تحويلة للعلاج بالخارج من قبل وزارة الصحة الفلسطينية ، كما أن لديه العديد من القوى الخارقة التي تثير دهشة واستغراب الكثيرين" مثل المشي على الزجاج والمسامير والنوم عليها وتحمل تكسير العديد من الحجارة على صدره".وفي نهاية حديثه وجه التتر رسالة إلى الجميع بأن يتقوا الله في علمهم ويعملوا ما بوسعهم لرفعة هذا الشعب الذي يحمل طاقات غير محددة ليرفع علم فلسطين على القمة.