• شارك برأيك
    english

    أم مجدي تصنع المستحيل بمشاريعها الصغيرة

    انها ام مجدي التي تبلغ اليوم عامها الخمسين ، اتمت دراستها الاعدادية، وتزوجت في الخامسة عشر من عمرها ، وأنجبت احد عشر من البنين والبنات، تسكن بيتا ريفيا، ما ان تدخله حتى تحس بدفء عميق، من حرارة اللقاء والترحيب، وابدا لا تشعر بانك غريب في بيتها، لانك وبسرعة تجد نفسك منسجما مع احاديثها، وبتلقائية وببساطة تستطيع ان تعرف منها كل شئ، ليس عن حياتها واسرتها فقط، بل وعن حياة بلدتها، وهموم الناس هناك واحتياجاتهم.تعد أم مجدي نموذج خاص من النساء المجدّات المجتهدات، اللواتي وبحسهن وذكائهن الفطري اهتدين الى الطريق الصحيح، للمساهمة في تحسين ظروف حياة اسرهن، والمساعدة في حل مشاكل مستعصية لم يتمكن الازواج بمفردهم من ايجاد حلول ناجعة لها.وكانت الطريق الاقصر لام مجدي هي الانتساب الى فرع الجمعية التعاونية للتوفير والتسليف الموجود في بلدتها، وكانت البداية في العام 2003، حين علمت من خلال ماسمعته من جيرانها ومزارعي بلدتها، بان هناك مؤسسة زراعية اسمها الاغاثة الزراعية، تعمل في طول البلاد وعرضها، تساعد الفلاحين، وتقدم لهم العون وانواعا مختلفة من الخدمات، لاسيماأنهافلاحة ككل فلاحي بلادنا، الذين يحبون العطاء دوما، ويقدرون عاليا كل من يقدم لهم يد العون.وقد سارعت ام مجدي بالبحث، واكثرت من السؤال، لتعرف المزيد والمزيد عن الاغاثة الزراعية، وعلمت حينها ان الاغاثة تعير اهتماما كبيرا ومتميزا لقضية تمكين النساء، وتعزيز دورهن الاقتصادي والاجتماعي، وهو الامر الذي زاد من انشدادها لترتبط بهذه المؤسسة، فاتجهت فورا الى امينة صندوق المجموعة في بلدتها، ومن خلالها وصلت الى اسراء الهنداوي، مرشدة الاغاثة الزراعية، المتخصصة ببرنامج التوفير والتسليف في عموم محافظة جنين، وناقشت معها اهداف وغايات الجمعية، واساليب عملها وطريقة الانتساب اليها.وقد التقت مصالح ام مجدي مع توجهات واهداف جمعية التوفير والتسليف، الامر الذي دفعها للانتساب عن وعي كامل في تلك الجمعية، والانضمام الى صفوفها، وقامت فورا بدفع رسوم الانتساب المطلوبة وفق لوائح ونظم الجمعية، لتصبح منذ ذلك اليوم امراة تعاونية، تحقق مصالحها الخاصة في اطار المصالح الكلية لمجموع النساء.نظرت ام مجدي الى المستقبل، وادركت عظم المسئولية الواقعة على زوجها، حيث يبلغ تعداد اسرتها احد عشر فردا، وبالكاد وبشق الانفس يستطيع زوجها تامين الماكل والملبس لهم، ولانها تؤمن بان العلاقة الزوجية علاقة شراكة حقيقية، قررت ام مجدي ان تشمر عن ساعداها، وان تحاول اخذ نصيبها من المسئولية، فالمستقبل يحمل لها هموم تعليم الاولاد والبنات، وتعليمهم في الجامعات، ومساعدتهم في الاستقرار والزواج، وامور اخرى كثيرة تتطلب تحسين مستوى الدخل للاسرة.وبحثت هذه السيدة عن المصادر البديلة، فلم تجد الا البنوك لتاخذ منها قروضا، لكنها اكتشفت حجم الفوائد الباهظة المترتبة على القروض، ومع توفر البديل الذي مثلته جمعية التوفير والتسليف، بدأت ام مجدي رحلة عطائها المثمرة، ومسيرة المشاركة في عملية تحسين مستوى دخل الاسرة، وتقدمت في العام 2003 بطلب قرض بمبلغ خمسمائة دينار، بعد ان خططت لاستثماره في مشروع صغير للابقار، وحصلت على القرض بيسر وسهولة كونها مستوفية لكل شروط القرض، وبدات تنفيذ مشروعها وادارته بشكل ممتاز، وحقق لها ذلك