• شارك برأيك
    english

    الطفلة روزان ياغي نموذج تحدي الإعاقة

    تأبى الجلوس في البيت، وتخط طريقها بكرسيها المتحرك، لم تقف عند إعاقتها التي ولدت معها، وكانت شاهد عيان على صرختها الأولى للحياة، لتشكل حالة تحدٍّ مع ذاتها قبل الآخرين. "روزان ياغي" صاحبة الأعوام الثمانية والجسد النحيل الذي يحتضنه كرسيها المتحرك، والأنامل التي تمسك بالكتب تقلب صفحاتها، لتحصد مرتبة متميزة في الدراسة برغم شدة المنافسة مع أقرانها."أحلم بغدٍ جميل بعيداً عن نظرة الشفقة التي تلاحقني"، كلمات قالتها روزان وهي تجتاز بوابة مدرستها في منطقة الفالوجا بجباليا شمال قطاع غزة. بدت سعيدة حينما لامست يدها الصغيرة يد زميلة لها كانت تنتظرها لتسهل لها عملية دفع الكرسي المتحرك لتتجاوز البوابة المدرسة.ويعد قطاع غزة من أكثر مناطق العالم معاناةً من الإعاقة جراء الحرب علي غزة . يقول منسق برنامج التأهيل في شمال غزة التابع للإغاثة الطبية الفلسطينية مصطفى عابد: أن شمال غزة يضم 5511 معاقاً؛ نحو 2.1% من السكّان، وهم يعانون نقصاً حاداً في الخدمات نتيجة لتزايد أعدادهم سواء الناجم عن زواج الأقارب أو الحرب علي غزة ". ويبلغ عدد المعاقين في جميع محافظات غزة ـ بحسب التقديرات المقدمة من مؤسسات التأهيل ووزارة الشئون الاجتماعية ووزارة الصحة الفلسطينية ودائرة الإحصاء المركزية إلي وجود70 ألف معاق في محافظات غزة ، وبلغت نسبة الإعاقة 4,5% من للسكّان. كما أكد تقرير صادر عن وزارة الصحة أن 13% من جرحى الحرب الأخيرة باتوا معاقين بدرجات متفاوتة، حيث استخدمت إسرائيل أنواعاً جديدة من الأسلحة تسببت في بتر أطراف المصابين. وأوضح مدير دائرة العلاج الطبيعي والتأهيل بصحة غزة أن مرحلة تأهيل هؤلاء تستغرق من 3 إلى 6 شهور وأن تكلفة تركيب طرف اصطناعي تحت الركبة تبلغ بين 3 إلى 5 آلاف شيكل وفوق الركبة من 10 إلى 15 ألف شيكل. ويظل الحصار هو همّ أولئك المعاقين الأول، حيث أوقفت الوزارة تمويل خدمات المعاقين بسبب الحصار، وتمنع إسرائيل دخول بعض احتياجاتهم إلى القطاع مثل أدوات المساعدة وغيرها. روزان التي كانت ترتدي زياً مدرسياً قديماً تجاوز عمرها العامين، حصلت على المرتبة الأولى في مدرستها، وتعاني صاحبة البشرة البيضاء استسقاءً في الحبل الشوكي أدى إلى شلل نصفي سفلي وجعلها حبيسة المنزل إلى أن فُك قيدها يوم أن توفر لها كرسي متحرك ليحتل مساحة داخل منزلها المسقوف بالزنك، والذي لا تتجاوز مساحته 60 متراً مربعاً ويحتوي على غرفة وصالة وحمام ومطبخ في زاوية من الصالون وبداخله رفوف بدت فارغة من الأواني، ووالد لا يعمل وأم تكافح لكي توفر لقمة خبز لأطفال خمسة. بصوت منخفض قالت: "سأكون كما أريد يوماً.. الفقر والمرض لن يقفا أمام حلمي، فأنا أعشق الحياة.