• شارك برأيك
    english

    مستشفى العيون في غزة ..جراحات دقيقة رغم الإمكانات المحدودة

    في المدخل الرئيس لمستشفى النصر للعيون تبدو حركة المرضى نشطة ، ففي الجهة الشرقية من مبنى المستشفي يتهافت المواطنين على تسجيل أسمائهم والحجز لدى الأطباء ، وفي الجهة الغربية يجلس المرضى في قاعة الانتظار يترقبون نداء أسمائهم عبر مكبر الصوت .جولة في المستشفى التخصصي الأول بجراحة العيون في فلسطين واطلعت على عمل الطواقم الطبية الذين كانت تحركاتهم أشبه بخلية النحل .

     

    عمل دءوب

     

    على باب كل حجرة كتب طبيعة العمل الذي يقوم به الأطباء والمختصين الذين بداخلها لتكون عنوانا ومرشدا للمرضى مباشرة لتسهيل وصولهم إلى هدفهم وتلقي الخدمة دون تأخير .خلال الجولة التي رافقنا فيها مدير المستشفى الدكتور عمرو أبو عمارة دخلنا غرف الأطباء الذي يتابعون الحالات المرضية ، في أحدها تواجد طبيبين كل منهم يعالج حالة للتخفيف عن المرضى ولعدم انتظارهم طويلا .في الأقسام المتعددة داخل المستشفى والخاصة بالبصريات والليزر وغيرها من التخصصات قدم الأطباء والفنيين شرحا حول عملهم ، وتسلسل تعاملهم مع المريض حتى يصل لخدمة متواصلة.في الطابق العلوي من مبنى المستشفى تتواجد غرف العمليات التي يفصل بينها وبين بقية أجزاء المستشفى خطا أحمرا يحظر تجاوزه والدخول إليها إلا بعد إذن مسبق وبارتداء الملابس الخاصة بغرف العمليات .فور دخولنا البوابة المؤدية لغرف العمليات كان لابد من ارتدائنا الملابس الزرقاء التي تغطي الرأس والأنف والجسد والقدمين ، حيث بدأ مدير المستشفى في اطلاعنا على محتوياتها.في الغرفة الأولى يجلس عدد من الجراحين ، يتبعها غرفة انتظار وتجهيز المرضى للعمليات ، ومن ثم غرفة العمليات الكبرى التي اكتظت بالأجهزة الطبية الدقيقة والخاصة بالعمليات وكان يتواجد بداخلها حالة مرضية تحت العملية ويلتف حولها أكثر من أربعة من طواقم الأطباء والممرضين والتخدير ، أما في الغرفة الأخيرة كانت طواقم التخدير تتابع الحالة المرضية التي انتهت من إجراء عمليتها الجراحية في انتظار استيقاظها من تأثير المخدر.ويقول الدكتور ماهر الريس أخصائي جراحة العيون الذي تواجد في غرفة الأطباء وانتهى لتوه من إجراء عملية جراحية لأحد المرضى أنه أنجز في ذلك اليوم سبع عمليات كبرى من بين أربع عشر عملية أشرف على إجرائها زملائه الجراحين.ويحاول الأطباء إدخال ثلاث حالات مرضية أو أربعة إضافية للعدد المحدد للعمليات في كل يوم كي يعطوا الفرصة للمزيد من المرضى وذلك على اعتبار أن بعض الذين خصص لهم موعدا للعملية يتم استثنائهم بعد التأكد من وجود خلل في أداء أعضائهم الوظيفية كالقلب وارتفاع السكر والضغط وما شابه ، والذي يشكل ذلك خطرا على حياتهم في حال خضعوا للعملية ، فيضطروا لتأجيلهم لحين آخر ، واستبدالهم بالحالات الإضافية كي لا يفوتوا الفرصة على المرضى .وبحسب الجراحين فأنهم يمنحوا المرضى مواعيد لإجراء عملياتهم حسب حالاتهم الصحية حيث أن هناك حجوزات تمتد لشهر أغسطس ، كما أنهم يبدؤوا يوميا باكورة عملهم بإجراء العمليات للأطفال الأصغر سنا وذلك لعدم تحملهم الجوع والعطش على اعتبار أنهم لابد أن يكونوا صائمين منذ بداية اليوم.

     

    جراحات معقدة

     

    وقد نجحت الطواقم الطبية مؤخرا من إجراء عمليات جراحية معقدة في العين ، كانت تحول في وقت سابق للعلاج بالخارج ، حيث لم يحل الحصار عائقا أمام تقدمهم وتحقيق انجازات ملموسة على ارض الواقع .ومع تمكن طواقم المستشفى من متابعة الإصابات في مستشفيات القطاع خلال الحرب الأخيرة من خلال توزيع الكوادر على المستشفيات ، إلا أن هناك بعض العقبات التي تقف في طريق عمل الطواقم الطبية ، حيث قال أبو عمارة " يوجد لدينا في قسم الشبكية والسائل الزجاجي جراح وحيد وبكفاءة عالية ، وتم تخصيص له يوم عمليات واحد في الأسبوع ، مع أنه باستطاعته تقديم المزيد وذلك يحتاج لتجهيز غرفة عمليات ثانية " .واقترح أبو عمارة حلا لتخطي قلة الإمكانات الخاصة بتجهيز غرفة جديدة للعمليات يقضي بعمل الجراح في أيام الإجازة مقابل محفزات ، لحين رد الوزارة على المشروع الذي قدم لها لتجهيز غرفة عمليات .ونوه مدير المستشفى إلى أن هناك نقص في المستهلكات الطبية الخاصة بجراحة الشبكية ، مشددا على وجوب العمل لتوفيرها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الوزارة اثر الحصار المفروض عليها .وطالب مدير المستشفى بمد يد العون لها لزيادة مساحتها أفقيا ورأسيا وتجهيز غرفة عمليات ثالثة ، مؤكدا أن مستشفى العيون هو المركزي في فلسطيني ويحتوي على أربعين سرير فقط ، وتلك العقبات وقفت حائلا دون افتتاح عيادات جديدة لاسيما تلك الخاصة بجراحة الجزء الأمامي من العين .في مكتب مدير المستشفى وأثناء حديث مديرها عن الانجازات والعقبات دخلت امرأة برفقة طفلها المريض الذي يشرف عليه أبو عمارة ، وعمل على متابعة الحالة وفحصها حيث كان قد أجرى للطفل عملية جراحية في وقت سابق.وبحسب أبو عمارة فان مكتبة المستشفى بحاجة لتحديث لتكمن العاملين من الاستفادة منها ، إلى ذلك رأى أن المستشفة بحاجة لمهندسين مختصين بصيانة الأجهزة الحديثة التي يتم التبرع بها لصالح المستشفى من قبل جمعيات ومؤسسات عربية ودولية ، وتابع " هناك أجهزة دقيقة تم التبرع بها مؤخرا ، ويفترض تخصيص دورات لمهندسي الصيانة بشأن التعامل معها" ، كما لفت إلى النقص في عدد الإداريين داخل المستشفى بعد استنكاف ثلاثة منهم وسد شخص واحد فقط للفراغ الذي تركوه .