• شارك برأيك
    english

    أم بسام النجار.. ستينية تواجه المستوطنين بصمودها

    في الجهة الجنوبية من قرية بورين قضاء مدينة نابلس يقع منزل الحاجة أم بسام النجار، وبوجه سمح تطل عليك من داخل منزلها المتواضع الذي تحيط به الأزهار بألوان مختلفة تحفو بالزائرين المتضامنين مع أم بسام في محنتها اليومية مع المستوطنين.

     

    يبدو واضحا محاولتها في حماية نفسها والقاطنين معها من خلال السياج المحيط بالمنزل، بالإضافة إلى  الأسلاك التي ربطتها بأشجار الزيتون المنتشرة حول بيتها لإعاقة حركة وتقدم المستوطنين عند اعتداءهم، فيما استبدلت زجاج نوافذها بالسياج الحديدي والبلاستيك المقوى حتى لا يسهل كسرها من حجارة المستوطنين.

     

    اعتداءات لا تنتهي

    بملامح صبورة تروي أم بسام محنتها مع المستوطنين فتقول :" لم يتركوا لنا شيء نعيل به أنفسنا، ويحاولون مرارا الضغط علينا من خلال اعتداءاتهم لتخويفنا حتى نرحل، لقد قاموا بسرقة الدجاج والحمام والأغنام التي أرعاها ولم يبقوا لي شيء".

     

    مرات عديدة يقتحم المستوطنون حرمة منزل أم بسام، ومحاولات عدة من جانبهم بإحراقه من خلال الزجاج الحارق الذي يلقونه على أهل المنزل – تتابع أم بسام حديثها- لا يوجد لهم موعد محدد، لهذا نكون دائما على أهبة الاستعداد لأي اقتحام أو اعتداء، ونتأهب عند أي حدث يحصل بالضفة الغربية ككل، وقد شهدت نابلس الشهر الماضي موجة اعتداءات طالت مختلف القرى، مما حدى بأولادي المبيت عندي بالمنزل، وكان أهل البلد على استعداد للدفاع عن منزلي حينها، وهو ما حصل في تلك الليلة.

                           

    تكمل أم بسام ما حدث في آخر اقتحام لمنزلها فتقول :"لقد هاجمنا مئات المستوطنين من مستعمرة "يتسهار" المقامة على أراضي القرية والمطلة علينا عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، كانوا مسلحين وقاموا بإطلاق الرصاص بالهواء ورموا الحجارة والزجاجات الحارقة علينا، ولكن أهل البلد وأولادي قاموا بالدفاع عن المنزل ووقفوا بوجههم وصدوا محاولتهم باقتحام المنزل".

     

    ولا يبعد منزل الحاجة أم بسام عن الشارع الالتفافي الواصل إلى مستوطنة "يتسهار" سوى أمتار قليلة، وتضيف قائلة :" لقد قاموا بتخريب وتدمير البيت البلاستيكي الذي كنت ازرع فيه الخضراوات، وسرقوا أكثر من 40 رأس غنم و50 دجاجة حتى بيضهم قاموا بسلبه،  واستولوا على 20 جوز حمام وأرانب كنت أربيهم وأعتاش منهم أنا وأولادي، وكتبوا على الحظيرة التي كنت اربي فيها الدواجن بالعبرية الانتقام".

     

    سجن صغير تعيش فيه ام بسام وابنتها وحفيدتها ندى ابنة الخمس سنوات التي تعاني من نوبات خوف كما تشير جدتها بالقول :" تعيش معي ابنة ابني الصغيرة بعد ان فقدت والدتها، في كثير من المرات تقوم فزعة خائفة وهي تردد هجموا هجموا، تحلم بهم ليلا وتنتابها نوبات فزع وخوف بسببهم".

     

    سجن صغير

    ولا يقتصر الأمر على هذا، فمع بداية الانتفاضة قام المستوطنون بحرق جزء من منزل أم بسام بالزجاجات الحارقة، كما أن جيش الاحتلال وفي كل مرة يدعون فيها إلقاء الحجارة على سياراتهم على الشارع الذي يخترق أراضينا يقومون باحتجازنا وتفتيش المنزل.

     

    وأسوء من ذلك-كما تذكر أم بسام- قام المستوطنون بقطع 70 شجرة زيتون تعود ملكيتها للعائلة تبعد عن مستوطنة "يتسهار" 700 مترا، كما وتمنع من الوصول إلى أراضيها التي تبلغ مساحتها 30 دونما بحجة قربها من مستعمرة "براخا" المقامة على أراضي القرية في الجهة الثانية منها (الدونم=الف مترا).

     

    الحاجة ام بسام والدة لـ14 ابنا وبنتا احدهم بالأسر وهو الأسير محمد غالب النجار يقضي حكما بالسجن لـ25 شهرا، وتنتظر انتهاء محكوميته بنافذ الصبر حتى يتسنى لها الفرح به كما تقول.

     

    بملامح ستينية تتنقل أم بسام بعد أن أصيبت بارتفاع ضغط الدم بسبب حزنها على أرضها ومواشيها التي ضاعت منها أمام عينيها، تؤكد لنا أنها لن تبرح مكانها وتترك منزلها قائلة :"هذا بيتي هون عشت وهون ولدت أبنائي جميعهم وهون رح اندفن، ولن اخلفه لقطعان المستوطنين حتى ولو على دمي".

     

    ويقام على أراضي قرية بورين مستوطنتين رئيسيتين هما "براخا" و "يتسهار"، وهي بتوسع مستمر بالإضافة إلى 6 بؤر استيطانية إضافية،  ونتيجة لذلك أكثر من ثلثي أراضي القرية مصادرة أو ممنوع الوصول إليها أي حوالي 16 ألف دونما، وتبلغ مساحتها 33 ألف دونم وعدد سكانها 3500 نسمة.