• شارك برأيك
    english

    الأطفال الخدج في مشافي غزة تحت رحمة الكهرباء

    ثلاثون طفلاً كانت أجهزة مراقبة عملياتهم الحيوية تطن بشكل مستمر، بينما كانت أعين آبائهم معلقة بتلك الأجهزة وألسنتهم تنهج بالدعاء آملين أن لا يعلن مولد الكهرباء في المستشفى عن توقفه بسبب نقص الوقود.أم أحد الأطفال الموجودين في الحضانة والتي تحاملت على آلامها بعد الولادة، جاءت لتطمئن على فلذة كبدها النائم في أحد الحضانات وقالت بأسى:"طوال الليل لم يغمض لي جفن ولولا كلمات زوجي المشجعة لما استطعت البقاء حتى ساعات الصباح"، وأضافت: "طوال الليل أتخيل أن هذه الأجهزة توقفت من انقطاع التيار الكهربائي عن جسد طفلي".وتشير الأم إلى أن طفلها لا يستطيع جهازه الهضمي تقبل "الحليب" من خلال الرضاعة لذلك تعتمد حياته على التغذية الوريدية، مضيفة "كذلك أجهزة التنفس الصناعي التي يستنشق من خلالها طفلي أنفاسه أرجو من الله ألا تنقطع الكهرباء". ويعاني الأطفال "الخدج" من أربع مشاكل رئيسة، وهي سرعة فقدانهم للحرارة، وصعوبة التنفس، وكيفية بدء الرضاعة من الأم، ويحتاجون إلى حضانة صناعية تتراوح ما بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع.***لعبة مصير وفي حالة أخرى وصفها الأطباء بالخطيرة جداً هي حالة الطفل عمر كرم ( 6 أيام ) الذي دخل المشفى قبل أيام في وضع سيء جداً، حيث يعاني من غيبوبة وتشنج بسبب إصابته بالحمى الشوكية المعروفة بالتهاب السحايا، مما أثر على دماغه وانعكست على تنفسه، وهو بحاجة إلى أسبوع واحد على الأقل من التنفس الصناعي.أما نسمة التي وضعت طفلتها الأولى ضعيفة وتعاني من مشاكل في الهضم وصعوبة في بدء الرضاعة لم تستطع الوصول إلى الحضانة لرؤية مولدتها بسبب ولادتها القيصرية التي أنهكت جسدها وأضعفت قواها وكل ما تستطيع فعله هو أن تدعو الله أن يستمر التيار الكهربائي ولا ينقطع فينقطع معه أملها في الحياة برؤية طفلتها تكبر أمام عينيها.****الموت الفجائي يتهددهموفي هذا السياق أكد د.حسن خلف مدير مستشفى الشفاء بغزة على أن الموت الجماعي الفجائي يهدد ما يزيد عن مائة مريض، بينهم أطفال حديثو الولادة في قسم "الخدج"، مشيراً إلى أن خمسة عشر مريضاً في العناية المشددة، واثني عشر آخرين في عناية القلب، وثلاثين طفلاً حديثي الولادة معرضون للوفاة في حال انقطاع الكهرباء عن هذه الأقسام.وأوضح أن نحو 250 مريض فشل كلوي حياتهم مهدده بالفناء خلال فترة وجيزة، لحاجتهم لإجراء غسيل كلى ثلاث مرات أسبوعياً، منوهاً أن أجهزة غسيل الكلى لا تعمل إلا بالكهرباء, قائلاً:" إن المعاناة من انقطاع التيار الكهربائي مستمرة منذ فترة طويلة، حيث نعتمد يومياً على مولد الكهرباء بواقع 8 إلى 15 ساعة، ولا يستطيع مولد واحد أن يغذي الأقسام كافة ". وأضاف: قسم الطوارئ والعناية المشددة لحاضنات الأطفال هم الأكثر تضرراً من انعدام الوقود اللازم لتشغيل المولدات حال انقطاع الكهرباء، مشيراً إلى أن المستشفي تعاني من نقص كبير في أصناف الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالأطفال, موضحاً أن المشفى يزود بكميات ضئيلة من الوقود لا تسد احتياجاته هذا إذا لم يتعرض أحد المولدين لأعطال فنية.وكانت إدارة مستشفى الشفاء بغزة قد حذرت من حالات موت فجائي لعشرات الحالات المرضية الحرجة في حال انقطع التيار الكهربائي عنه، والذي يعمل حالياً على مولدين اثنين.