• شارك برأيك
    english

    مع قرب العيد .... بركات يبحث عمن يرسم البسمة على وجوه أطفاله

    مع قرب موعد الإفطار، تجلس العائلة على مائدة الطعام التي تفتقر إلى الأطعمة المتنوعة، ولا تحتوي إلا على صنوفا محدودة، بسبب الفقر المدقع التي تعيشه في ظل فقدان رب العائلة لمصدر دخله منذ سنين.ماهر بركات البالغ من العمر ثلاثين عاما يسكن وعائلته في مدينة غزة ، حيث كان يعمل داخل الخط الأخضر ، إلا أن قوات الاحتلال التي أغلقت المعابر ومنعت العمال من دخول الأراضي المحتلة عام 48 أفقدته مصدر دخله الذي كان يعيل من ورائه أسرته .بركات لديه ثمانية أطفال لا يتجاوز أكبرهم الحادية عشر عاما ، يسكن في منزل متواضع يتكون من غرفة واحدة بدا عليه القدم ، حيث تشققت جدرانه ، بينما ضاق به المكان بسبب تزايد عدد أولاده ، ولم يقدر على الانتقال للعيش في مكان آخر بسبب سوء الوضع الاقتصادي ، وعدم قدرته على توفير أدنى متطلبات الحياة .فبعدما فقد بركات مصدر رزقه بدأ يبحث عن عمل جديد لعله يسد رمق عائلته التي لم تجد ما تتناوله على مائدة الإفطار ، حيث عمل سائقا لسيارة أجرة .لم يدم في العمل كثيرا، حتى أخذ يبحث عن عمل آخر، فاتخذ من الصيد مهنة جديدة له.مع ساعات الصباح الأولى يخرج بركات إلى العمل يبحث عن رزقه في قاع البحار ، إلا أن رصاصات قوات الاحتلال التي أطلقت على الصيادين في البحر ، جعلته يترك المهنة التي تعتبر موسمية ، لا تدوم طيلة العام .بركات أخذ بالبحث عن المساعدات الاجتماعية التي تقدمها الحكومة ووكالة الغوث ، التي عملت على مساعدته حيث تصرف له مواد غذائية بشكل دوري ، تسد شيئا قليلا من احتياجات أبنائه الصغار الذين يذهبون إلى المدارس بملابسهم التي بدا عليها القدم ، لعدم قدرته على شراء لهم ملابس جديدة كغيرهم من الأطفال .منذ بداية شهر رمضان الذي شارف على الانتهاء ، لم يجد بركات أموالا يشتري بها مستلزمات رمضان الغذائية ، وانتظر الجمعيات الخيرية التي أمدته ببعض المواد ، واستفاد منها عبر مشروع إفطار الصائم الذي تنفذه العديد من الجمعيات العاملة في قطاع غزة في كل عام .أيام قليلة تفصلنا عن عيد الفطر ، الذي تكثر فيه متطلبات الأطفال من ملابس جديدة وألعاب يلهون بها ، إلا أن بركات لن يكن قادرا على شرائها كما لم يتمكن من شراء فوانيس رمضان لأطفاله في وقت سابق .ويأمل بركات أن تكون الجمعيات الخيرية قادرة على مساعدته قبل أن يحل العيد ، لعله يرسم البسمة على وجوه أبنائه الصغار ويشتري لهم ملابس جديدة بعدما ذاقوا مرارة الفقر المدقع الذي حرمهم من الفرحة التي يشعر بها الصغار في مثل هذه المناسبات .الحصار المالي قيد حركة الأموال التي تصلها وعمل على تجفيف منابعها ، حيث لم تتمكن من سد احتياجات جميع الأسر الفقيرة في ظل ازديادها ، وكثرة أعداد العاطلين عن العمل بسبب الحصار الخانق ، إلا أن إصرار أهل الخير والعطاء على مساعدة المواطنين في قطاع غزة الذين ضاق بهم الحال ، يترك بصيص أمل لآلاف الأسر الفقيرة كي تقاوم الفقر وتتشبث بالأمل من وسط الحصار .