• شارك برأيك
    english

    مع حلول العيد ..لحوم الأضاحي ترسم البسمة على وجوه فقراء فلسطين

    يعتبر عيد الأضحى أحد أهم مناسبتين عند المسلمين فهو الموسم الثاني للخير بعد شهر رمضان المبارك. ففي الوقت الذي يقضي فيه الناس أيام العيد في بهجة وسرور، يطوفون على ذوي الأرحام والفقراء تكون الجمعيات الخيرية والميسورين في استنفار عام يوزعون لحوم الأضاحي على الفقراء والمحتاجين في الضفة الغربية وقطاع غزة.أبو احمد أبو اسنينة مسئول مشروع الأضاحي في جمعية الشبان المسلمين يقول في لقاء خاص مع مراسل "إنسان أون لاين" أنه وبسبب ارتفاع الأسعار لوحظ بشكل كبير زيادة المراجعين للجمعية لطلب المساعدة وخاصة مع حلول عيد الأضحى المبارك، مضيفا أن الجمعية كانت توزع في السابق لحوم الأضاحي على حوالي ثلاثة آلاف أسرة، متوقعاً مضاعفة هذا العدد للعام الحالي بسبب تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني وموجة الغلاء في الأسعار التي انعكست سلبا على واقع الشعب الفلسطيني.وناشد أبو اسنينة الجمعيات الخيرية الخارجية التي تدعم هذا المشروع منذ سنين مضت مثل مؤسسة ائتلاف الخير ومؤسسة الأقصى الخيرية في بلجيكا ولجنة زكاة مناصرة الشعب الفلسطيني في الأردن ومتبرعين محليين زيادة دعمهم للشعب الفلسطيني وخاصة مؤسساته الخيرية التي يتعرض العاملين فيها إلى حملة اعتقالات ومضايقات من قبل إسرائيل والأجهزة الأمنية الفلسطينية.أما الحاج محمود العويوي أحد تجار المواشي في مدينة الخليل فيقول لـ"إنسان أون لاين": "إن إقبال الناس هذا العام على شراء الأضاحي قد انخفض بشكل كبير عن السنوات الماضية وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي وانخفاض قيمة العملات التي يستخدمها الشعب الفلسطيني، موضحا أنه وخلال السنوات الماضية كان باستطاعة الموظف الحكومي اقتطاع جزء من مرتبه الشهري لشراء الأضحية وصرف بقية المبلغ على شراء مستلزمات العيد أما هذا العام فإن المتوسط العام للمرتب الشهري للموظفين لا يكفي شراء الأضحية فقط التي يصل متوسط ثمنها إلى حوالي (450 دولار).وأضاف النتشة أنه وفي السنوات الماضية فقد كان يتم بيع جميع الأضاحي قبل مجيء العيد أما هذا العام فإن الأضاحي معروضة في الأسواق بشكل كبير لعدم قدرة الناس على شرائها وأن شراء الأضاحي هذا العام يقتصر على التجار والميسورين والمؤسسات الخيرية التي تتلقى دعما من الخارج. أم بلال وهي من أصول مصرية ومتزوجة من فلسطيني توفي عنها قبل عدة سنوات ولها منه خمسة أبناء أكبرهم سنا في الثامنة عشرة من عمره، تقول لـ"إنسان أون لاين" ان أحوالها المعيشية قد ازدادت سوءا بسبب قطع المعونة الشهرية عنها من قبل لجنة الزكاة بسبب حلها ،وأضافت انها كانت تعقد آمالا كبيرة على ابنها الأكبر الذي أصر على العمل وعدم إكمال دراسته الجامعية لمساعدة الأسرة لكنها فوجئت باعتقاله من قبل الجيش الإسرائيلي قبل شهر، وأضافت أم بلال أنها وأسرتها في حالة من العوز الشديد فهي والقول لها لا تستطيع شراء لحوم الماشية بسبب ارتفاع أسعارها وهي تنتظر عيد الأضحى للحصول على حصتها من لحوم الأضاحي الذي يأتيها من قبل الجمعية الخيرية ومن الميسورين مشيرة إلى أن أسرتها لا تأكل أللحوم إلا مرة واحدة في العام وهي في مناسبة عيد الأضحى المبارك.الموظف عبد الهادي النتشة وهو موظف في دائرة الأوقاف الإسلامية يقول لـ"إنسان أون لاين" أن مرتبه لا يكفي إلا لشراء مستلزمات العيد الضرورية لأسرته وأنه لن يستطيع أن يشتري لأطفاله اللحم وهو العادة المتبعة عند الشعب الفلسطيني، ويأمل أن يحصل على لحوم الأضاحي من إحدى الجمعيات الخيرية أو من الميسورين كي يفرح أطفاله بأكل اللحوم مع قدوم العيد. أما عبد الحكم قنيبي وهو تاجر أخشاب ومن كبار الميسورين في مدينة الخليل فيقول لـ"إنسان أون لاين" انه كان في السابق يضحي بأضحية واحدة كل عام خلال عيد الاضحي أما هذا العام فإنه سيضحي بخمسة أضاحي بسبب ضيق الحال الذي يمر به أبناء مدينته قائلا بأن الأجر والثواب يتضاعف للمرء كلما كان الناس أشد للحاجة.