• شارك برأيك
    english

    الطفلة أميرة القرم..الاحتلال أعدم عائلتها أمام ناظريها وبقيت تنزف يومين تحت القصف

    غزة- وكالات- تاهت الكلمات وهربت العبارات ولا تستطيع الأقلام الكتابة .. فما شاهدناه من جرائم للاحتلال الصهيوني خلال حربه الأخيرة على غزة، لا يصدقه عقل .. فالجميع هنا مستهدف، الكبير والصغير، الحجر والشجر، الطير والحيوان وليس الإنسان وحده .. منازل دمرت .. عائلات قتلت ولم يبقى منها إلا طفل ليروي ما شاهده من إجرام صهيوني بحق عائلته.

    وكان لـ شبكة فلسطين الآن أن تلتقي مع أحد الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم أمام أعينهم، وهناك في مستشفى الشفاء الطبي بغزة كانت الطفلة أميرة والتي يعد الأطباء لها لإجراء عملية جراحية جراء الكسر والشظايا التي أصابتها من قذائف المحتل الصهيوني الحاقد والتي روت ما شاهدته قائلة: "كنت وأبي وأخي وأختي نجلس في المنزل ليلة الأربعاء أثناء اجتياح قوات الاحتلال الصهيوني لمنطقة تل الإسلام (تل الهوى) جنوب غرب مدينة غزة، صلينا ركعتين دعونا الله أن يرحمنا ويهون علينا ومن ثم جلسنا نقرأ القرآن، وفجأة سمعنا صوت قذيفة مدفعية أخرجت الجميع من المنزل لاستطلاع الأمر ولم نرى شيئاً فعدنا للمنزل وجاء معنا جارنا، فسمعنا صوت انفجار آخر فوقف والدي وجارنا فأصيبوا بقذيفة دبابة أدت لاستشهادهما مباشرة وإصابتي وإخوتي".

    وتابعت أميرة ببراءة رواية المأساة التي حلت بها وبعائلتها: "إخوتي ذهبوا ليأتوا بالإسعاف لوالدي وصديقه فإذا بقذيفة أخرى تسقط عليهم أدت لاستشهادهم مباشرة، عندها زحفت هرباً من القذائف واتجهت للطابق العلوي وقدمي تنزف، وعندما وصلت أحسست بالعطش ولكن من شدة الألم أغمي علي تقريبا لمدة نصف ساعة، وعندما أفقت شربت المياه ونزلت عن الدرج زحفا وقدمي تؤلمني حتى وصلت إلى أبي الملقى على الأرض وأخذت شريحة جواله ونزلت إلى الشارع وطوال هذا الوقت لم يأتي أحد ليسعفنا".

    وأوضحت الطفلة أميرة لـ شبكة فلسطين الآن أنها سارت في الشارع زحفاً ولمسافة طويلة حتى وصلت إلى منزل أحد أقربائها في المنطقة "إلا أنني لم أجد أحدا في المنزل الذي كانت قوات الاحتلال الصهيوني لا تبعد عنه أمتار ونمت بعدها في الشارع لمدة يومين".

    توقفت قليلاً عن الحديث ثم واصلت، قائلة: "استيقظت من النوم ولم أجد الشريحة في يدي، فبقيت في مكاني حتى أطلقت قوات الاحتلال صاروخ في المنطقة فتح باباً لأحد المنازل المقابلة لي فدخلت فيه، حتى وصلت أحد الغرف وأمسكت بزجاجة ماء وشربتها كلها من شدة العطش".

    ابتسمت الطفلة القرم رغم الألم لتقول أن طعم المياه كان لذيذاً جدا، ثم تابعت: "وهناك نمت يوما آخر وهو يوم الجمعة الذي تم فيه نقل والدي وصديقه وإخوتي الشهداء، وفي اليوم التالي (السبت) جاء صاحب المنزل مراسل قناة المنار الفضائية عماد عيد وسألني عمن أتى بك إلى المنزل فأجبته: أتيت وحدي وأنا مصابة وسامحني لأنني دخلت إلى منزلك دون إذنك، فقالي لي: "لا تخافي وعندها تم نقلي إلى مستشفى الشفاء الطبي وقد كان دمي قد وصل إلى 5، فحسبنا الله ونعم الوكيل".العيش بأمانوأعربت الطفلة أميرة عن أملها في أن تكبر وتدرس في كلية الحقوق "لأصبح محامية وأحاكم اليهود". واصفة إياهم بالجبناء "لأنهم يخافون على أنفسهم من الموت".

    وعندما سألناها عن أمنيتها في الحياة أجابت "نفسي أعيش بأمان"، وقالت: " عندما كنت أرى الأطفال الجرحى والشهداء كنت أخاف أن يأتيني الدور وقد أتى، والحمد لله على كل حال".

    وعن كلمتها للجهات المعنية باسم أطفال غزة، صمتت أميرة قليلا وقالت "أطالبهم بأن يقفوا مع الشعب الفلسطيني ويمدوا يد العون له، فهذه الحرب كانت من أجل القضاء على الشعب الفلسطيني".