• شارك برأيك
    english

    جراح نرويجي : "إسرائيل" جعلت غزة مختبرا لأسلحتها

     ( لـُجينيات ) د ب أ:أكد طبيب جراحة العظام النرويجي البروفيسور مادس غيلبيرت إن دولة الاحتلال جعلت من غزة مختبرا لأسلحة جديدة أكثر فتكا ومحرمة دولية ضد المدنين حيث تحدث إصابات وقتل فظيع "فوق الوصف والاحتمال" لافتاً إلى أن الذي يتعرض للقصف بهذه القنابل يلقى حتفه في غضون 6 إلى 8 أشهر، ووصف ما حصل في غزة "زلزل ليس بفعل الطبيعة إنما بفعل الآلة الحربية الصهيونية "داعيا المجتمع الدولي إلى عدم تصديق دولة الاحتلال في نفيه لاستخدامه لمثل هذه الأسلحة وتسليط الضوء على الخروقات الصهيونية بدءا من الحصار وحتى المجازر الاخيرة في غزة جراء العدوان.

    وقال غيلبيرت الذي زار قطاع غزة هو وطبيب نرويجي أخر لمدة 12 يوما خلال العدوان الصهيوني في لقاء خاص مع قناة الجزيرة الفضائية عرض مساء اليوم أنه اعد بحثا علميا مع فريق طبي وعلمي عن نوعية الأسلحة المستخدمة في غزة فوجد أن غالبية الإصابات التي رآها تتطابق مع نتائج البحث، مما يثبت بأنها أسلحة محرمة دولية كالفوسفور وقذائف الداين .

     

    الفوسفور والداين

    وأكد الطبيب النرويجي أن الاحتلال استخدم بجانب قذائف الفوسفور أسلحة جديدة تعرف بقذائف الداين وهى قنابل صغيرة قاتلة تتفاعل مع المخدر لتنفجر داخل الجسم عند إصابته والجيل الجديد منها فيه يورانيوم بحسب تصنيف خبراء الأسلحة الدوليين، موضحاً أن هذه القنابل تحدث أضراراً فادحة وعارمة، و تؤدى بشكل سريع إلى ظهور مرض السرطان حول مكان الإصابة،لافتاً إلى أن الذي يتعرض للقصف بهذه القنابل قد يلقى حتفه فى غضون 6 إلى 8 أشهر.

    وأضاف غيلبيرت في حديثه بان دولة الاحتلال تعاقب المدنيين بالجملة معتبرا بأنه شعب يعيش في "حفرة اسمها غزة" لا طعام ولا شراب ولا كهرباء ولا الحد الأدنى من الأدوية والمستلزمات الطبية وقال "عام 2009 يتم فيه قتل هذا العدد من الأطفال والنساء ثم يقال أنهم أطفال حماس"

     

    ويتابع قوله بأنه اطلع على كثير من علوم الأدب والفكر والفلسفة لكنه لا يستطيع" أن يفهم الفكر اليهودي الذي يسوغ قتل الأطفال في مدرسة كانوا يلجئون إليها" في إشارة إلى مدارس الاونروا التي لجا إليها السكان والتي تعرضت للقصف خاصة مدرسة الفاخورة والتي أدى قصفها إلى استشهاد أكثر من 40 مدنيا 

    وأوضح غيلبيرت أن أكثر الإصابات ليسوا من المدنيين وحسب ولكن من الأطفال والنساء وان غالبية الإصابات في الرأس والصدر والأجزاء العليا من الجسد وحالات بتر كثيرة مبينا بأنه فلا مجال لإجراء أي عملية جراحية تجميلية لان نوعية الإصابات تستجوب البتر

    وضرب البروفيسور النرويجي مثالا على ذلك" طالب في كلية الإعلام أصيب بقذيفة دبابة يبدو أنها الداين أدت إلى بتر قدميه وإحدى رجليه" متسائلا عن مستقل هذا الطالب كيف سيحققه مؤكدا أن من حقه أن يعيش في امن وسلام كغيره من طلاب العالم.

    رسالة قصيرة

    وقال الطبيب النرويجي بان "القنابل تصيب كل المدنيين فكل الحروب الأخرى للناس فيها مفر ومكان امن يلجئون إليه لكن في غزة لا مفر ولا مكان امنين" متسائلا "أين المفر !!؟؟أين يذهب الناس في ظل الحصار موت جماعي وفي مكان واحد لا يمكن الخروج منه؟؟!!

    وأضاف غيلبيرت بان صورة الأطفال الجرحى التي رآها في غزة جعلته يكتب رسالة عاجلة عبر جواله "الموبايل" دون وعي من هول ما رآه من مجازر بحق الإنسانية وتابع قولة بأنه" في خلال دقائق وصلت الرسالة إلى كل النرويجيين واحدث تأثيرا.... الصرخة جاءت من صوت رجل ابيض وهم يثقون بنا.... صنع رأيا عاما ورسالته كانت واضحة لا نريد أن نرى القتل في أهل غزة يكفي العراق وأفغانستان وأبو غريب وغوانتنامو والآن غزة".

    يقول انه شاهد حروب كثيرة كحرب لبنا ن والعراق وأفغانستان مؤكدا أن ما شاهده في غزة نقطة في بحر الشناعة والفظاعة صورة لا توجد لها تعبيرا دقيقا سيكتب التاريخ بصفحات من دم واحدة من تلك المخيمات "مخيمات النازيين"

    وقال غيلبيرت "لا يعقل أن يعاقب شعب بسب إطلاقه بعض الصواريخ في الوقت الذي يموت في إسرائيل في حوادث الطرق أكثر مما يقتلون بهذه الصواريخ"

    وطالب الطبيب النرويجي المجتمع الدولي بعدم تصديق دولة الاحتلال في نفيها لاستخدام مثل هذه الأسلحة الدولية مضيفا انه إذا كانت دولة الاحتلال جادة في نفيها هذا فان عليها أن تفتح أبواب غزة للطواقم العلمية والعالمية لتعاين بنفسها وتخرج بتقرير يعتمد كوثيقة دولية يمكن الاستناد إليها مؤكدا في ذات الوقت أن الكيان الصهيوني رفض التوقيع على اتفاقية حظر القذائف العنقودية وعلى المجتمع الدولي ألا يثق باسرائل

    كما دعا المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية تسليط الضوء على الخروقات بدءا من الحصار ومنع الدواء والغداء والكهرباء ثم قصف المدنيين والأطفال وقصف المدارس المعروفة بأنها ملاجئ و قصفت المساجد ودور العبادة مشددا على اختراق لدولة الاحتلال لاتفاقية جنيف وحقوق الإنسان

    حماس لا تعيق عمل أحد

    واعتبر البروفسور إن ما تقوم به دولة الاحتلال بمثابة عقاب جماعي على اختياره الديمقراطي وقال بأنه " لا يدعم حماس أو أي فصيل لكن الشعب هو الذي يختار قيادته وهو انتخب حماس وإسرائيل تقصف الأطفال والنساء وتدعي أنهم من حماس"متسائلا ماذا يحدث للعالم لو قصفت حماس معابد اليهود؟؟!

    وحول سؤاله عما إذا رأى أي مضايقة من حماس أثناء عمله في غزة قال غيلبيرت "ما رأيناه في 12 يوما لم نلاحظ أو نتعرض لأي مضايقة من حماس بل على العكس وزير الصحة الفلسطيني نعيم كان أول المستقبلين لنا وكان باستمرار يتواصل معنا ويدعمنا معنويا"

    وأضاف "لا نفهم كيف يسوق البعض أن حماس تعيق عملهم انه محض كذب وافتراء وإشاعة تديرها اسرئيل وأعوانها في حربها على غزة"

    وأورد قصة حصلت معه تبين أن الاحتلال هو من يعيقه كما يعيق عمل الطواقم الطبية الفلسطينية حيث قال " بأنه خلال عودته من رفح بصحبة مصابين وجرحى أصيبوا في الحرب في رتل مكون من  16سيارة إسعاف  وعليها إشارة الصليب الأحمر الدولي وقام بالتنسيق مع قوات الاحتلال للعبور عبر مفترق الشهداء( نتساريم سابقا) الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال"والذي شطر الخط الرئيس الذي يصل شمال القطاع بجنوبه إلى نصفين

    وتابع قوله بأنه" أثناء اقترابه من مفترق نتساريم تعرضوا للقصف وأصيبت إحدى السيارات واضطروا للعودة إلى مستشفى الشفاء"

    طواقم طبية جبارة

    ووصف غيلبيرت عمل الطواقم الطبية الفلسطينية في ظل الحرب العدوانية على غزة بأنه "عمل بطولي الذي يقوم فيه زملاءه من أطباء وممرضين ومتطوعين" وقال بان "الطواقم جبارة تتعامل بكل واقعية يستغلون كل زاوية وركن في كل مكان جريح على الكراسي على الطاولات.... إنهم أذكياء ويعرفون كيف يتصرفون بحكمة "

    وقال "تخيل أن يدخل عليك 100 مصاب بحالات خطيرة في وقت واحد وفي مكان يفتقد لأبسط الأدوية وقلة في الأسرة ومع استمرار القصف وصوت الطائرات....14 عملية جراحية في نفس الوقت ونفس المكان وفي أجواء ينعدم فيها الأدوية وفي لحظة تتعرض فيها الطواقم الطبية للقتل والقصف"

    وأضاف الطبيب النرويجي في مدحه للأطباء والطواقم الطبية قائلا بأنه وزميله تعلموا منهم الكثير متسائلا كيف يعملون في الوقت الذي يقتل فيه عوائلهم وأقاربهم وقال "اعرف احدهم عمل ل 3 أيام متواصلة وجوهم شاحبة من قلة النوم و بشاعة ما يروه"

    وفي نهاية لقائه دعا البروفيسور النرويجي غيلبيرت شعب غزة إلى عدم الاستسلام وقال باكيا "إن شعوب العالم الحر يستمد قوته من قوتهم وصمودهم وان استسلمتم فان الشعوب ستستسلم" مؤكدا بأنهم ليسوا وحدهم وان العالم الحر يقف بجانبهم