• شارك برأيك
    english

    بلديات غزة تستغيث والحصار يهدد خدماتها

      بلديات غزة تستغيث والحصار يهدد خدماتها

    دخلت بلديات قطاع غزة بحالة حرجة أفقدتها المقدرة على القيام بأعمالها بالشكل المطلوب اثر الانقطاع المتكرر للكهرباء والأعطال التي رافقتها في مضخات المياه .ورغم كل ذلك تعمل البلديات بشكل متواصل لتفادي الأضرار التي ألحقتها مياه الأمطار في الشوارع وممتلكات المواطنين في فترة سابقة ، عبر تشكيل لجان طوارئ مستعدة لمواجهة أي أخطار محتملة.

    مناشدة عاجلة

    فقد ناشد رؤساء بلديات قطاع غزة المجتمع الدولي والعربي والإسلامي للتحرك العاجل لإنقاذ القطاع من كارثة إنسانية وبيئية وصحية.وطالب كمال النجار رئيس بلدية خزاعة الدول المانحة والمؤسسات الداعمة والجمعيات الإنسانية بتحييد البلديات عن التجاذبات السياسية, مطالباً بلديات العالم بالوقوف إلى جانب بلديات القطاع وكسر الحصار عن غزة.وقال النجار: "إن البلديات في القطاع تعيش أزمة لم تعشها من قبل من انقطاع التيار الكهربائي وقلة الوقود وتعطل الآليات وإغلاق المعابر وتوقف الآبار".وأضاف: "إن انقطاع الكهرباء المتواصل على المدن والبلدات والمشافي والمؤسسات يهدد بخطر في مناحي الحياة، وينذر بكارثة إنسانية وصحية قد تحصد آلاف الأرواح من المرضى والمسنين والأطفال".وأكد أن القطاع على أبواب كارثة بيئية تهدد أحياء سكنية بأكملها, موضحاً أن محطات معالجة مياه المجاري والصرف الصحي تكاد تتوقف تماماً، لاسيما في شمال القطاع مما يؤدي إلى انفجار هذه الأحواض التي قد تجرف أمامها أحياء سكنية بأكملها، وذلك لانقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الوقود اللازم لتصريفها، إضافة إلى أن القطاع سيتحول إلى أكوام من النفايات المكدسة، التي لم يعد بالإمكان نقلها لتعطل الآليات التي تجاوز عمرها الافتراضي والافتقار إلى قطع الغيار اللازمة، فضلاً عن قلة الوقود اللازم لتحريكها.وأوضح النجار أن القطاع الزراعي بأكمله يتعرض للإبادة لتوقف ضخ المياه، وتعطيل الآليات، وانتشار الفيروسات، وانعدام المبيدات والأسمدة, والثروة الحيوانية تتعرض للهلاك والنفوق بسبب انقطاع الأعلاف والأدوية والغذاء والماء الكافي لاستمرار حياتها.وأشار النجار إلى أن القطاع أصبح مأوى لأسراب البعوض وأجيال الذباب المتعاقبة والحشرات والقوارض المهلكة، والتي عجزت البلديات عن مكافحتها لعدم توفر المبيدات وتعذر الوقود اللازم.

    أخذ الاحتياطات

    بدورها بدأت بلدية جباليا بتأمين مضخات إضافية ومولدات لتكون جاهزة للعمل في حال انقطعت الكهرباء ، وقال رئيس البلدية مصطفى القانوع أن العمل جاري لرفع لوحات الكهربائية والمولدات المتواجدة في المضخات لأعلى حتى لا تغمرها المياه .وعكفت البلدية مرة ثانية على تسليك شبكات الصرف الصحي خاصة التي تؤدي إلى الأحواض التي تتجمع بها المياه شمال قطاع غزة .وأكد القانون أن البلدية عملت على زيادة فريق العمل كي يتمكن من تغطية أي طارئ ، كما استبدلت بعض العاملين الذين لم يؤدوا المهام الملقاة على عاتقهم .وبحسب القانوع فان بلديته وضعت خطة للاستعانة بالوزارات الأخرى وجهاز الدفاع المدني والشرطة والبلديات إلى جانب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ، مقدما الشكر لتلك الجهات على دعمها للبلدية .وقد أنهت وزارة الحكم المحلي تجهيز محطات ترشيح المياه التي أنشأت مؤخرا في المنطقة الشرقية شمال القطاع ، لتخفف من المياه المتجمعة في أحواض الصرف الصحي بقرية أم النصر والتي تهدد المنطقة بالغرق في حال استمر الضغط عليها بنفس الوتيرة .واتفقت الوزارة مع شركة الكهرباء على تزويد تلك المحطات بمولدات الكهرباء ، وستكون جاهزة للعمل خلال أيام قليلة .وفي سياق متصل قال حاتم مهدي مدير مكتب وزير الحكم المحلي أن الأمر متروك لتصرف البلديات حسب طبيعة الأوضاع على الأرض ، فيما يتمثل دور الوزارة بالمراقبة على عمل البلديات وتوجيهها وتقديم الدعم لهم كصيانة المعدات .ولفت مهدي إلى أن نقص المعدات داخل البلديات يشكل عائقا أمام عمل البلديات ، وتابع " تفكر الوزارة بتحويل المساعدات الشهرية التي تدفعها الحكومة للبلديات لصيانة الآليات والمعدات واستثمارها في مشاريع تفيد المواطنين ، منوها إلى أن تلك المساعدات التي كانت تصرف كرواتب للموظفين يمكن الاستغناء عنها نظرا لزيادة إيرادات البلديات وانخفاض المصاريف .وشكلت بلدية خانيونس طاقم طوارئ ليتمكن من فتح مسالك وطرق بديلة في حال تجمع المياه في مناطق معينة ، وتقديم المساعدات للمتضررين ، كما عملت البلدية على استئجار سيارات وجرافات لتعبيد الطرق وإعادة تأهيلها .

    إعادة تأهيل

    وتحرص وزارة الأشغال العامة والإسكان على إزالة العقبات أمام مجرى مياه الأمطار حرصا منها على عدم تجمعها وإلحاق أضرار بممتلكات المواطنين .وقال إبراهيم رضوان وكيل الوزارة المساعد " حرصنا على عدم تجمع مياه الأمطار على الطريق الساحلي وننسق بشكل كامل مع البلديات والوزارات الأخرى لنساعد المواطنين ، مشددا على أن نقص المعدات وقطع غيار الآليات التي تضررت نتيجة الأمطار يقف عائقا أمام عمل الوزارة .مصلحة مياه بلديات الساحة بدورها أصدرت تعليماتها لجميع الطواقم الفنية والمقاولين المحليين المتعاقدين معها للبدء الفوري بالعمل والتعاون ميدانيا مع الفرق الفنية بالبلديات وفرق الدفاع المدني والشرطة وذلك بالرغم من الحصار ومنع سلطات الاحتلال من دخول المعدات والتجهيزات اللازمة ووضع المعوقات أمام عملها. وقد عملت مصلحة المياه على توفير مضخات مياه متحركة لتصريف المياه في منطقة البيدر (غزة) لتسهيل حركة السير في الشوارع خاصة بعد تراكم مياه الأمطار الغزيرة.واستأجرت المصلحة بعض الشاحنات لفتح ممرات لتسيير وتصريف مياه الأمطار التي أغلقت بعض الشوارع في بيت لاهيا وشكلت عائقا لحركة المرور ، وقامت بتقوية البركة الرئيسية في منطقة بيت لاهيا لتفادي الفيضان المفاجئ وبعث الطمأنينة لدي السكان المجاورين للمنطقة.وتمكنت المصلحة من تزويد محطة العلمي (جباليا) بمولد كهرباء بقوة 77كيلو فولت لتصريف المياه التي غمرت المضخة بسبب غزارة وشدة الأمطار التي أدت لغرق مولد كهرباء محطة العلمي ، كما وردت مولد بقوة 250 كيلو فولت لضخ مياه الأمطار ، وتم توريد 3000 لتر من السولار لاستمرار العمل في المحطة التي توقفت عن العمل بسبب شدة الأمطار وامتلاء بركة أبو راشد (جباليا) وغرق المولد ولوحة التحكم.وفي إطار جهودها زودت مصلحة المياه بركة الأمل (خانيونس) بمضخة سينيافر لتصريف مياه الأمطار وذلك من اجل زيادة سرعة الضخ من البركة لمنع استمرار الفيضان بسبب الأمطار الغزيرة في منطقة خانيونس, والتي كان من المتوقع أن تؤدي إلى غرق المنطقة المحيطة بالكامل ، وعملت على توصيل مولد كهرباء بقوة 200 كيلو فولت لمحطة ضخ وتصريف مياه الأمطار الرئيسية في مدينة رفح, للتقليل من نسبة تجمع مياه الأمطار في الشوارع وتسهيل حركة الأهالي.وقالت المصلحة في بيان لها " بالرغم منع الاحتلال من دخول قطع غيار محطات المياه والسولار إلي قطاع غزة, إلا أن هذا الجهد تم بمجهودات طواقم فنية فلسطينية وبدعم من بعض المؤسسات الإنسانية والدولية وخاصة اليونيسيف واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومؤسسة إنقاذ الطفل ووكالة الغوث الدولية لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) والتي بادرت بمساعدة مصلحة مياه بلديات الساحل بالحاجة الطارئة من مادة السولار عبر تزويدها بكمية تقدر ب 30.000 لتر التي وزعت بواسطة المصلحة لضمان تشغيل المولدات تعمل في مناطق متفرقة من قطاع غزة