• شارك برأيك
    english

    سكان غزة.. تعايش مع واقع الحصار

    يحيا سكان قطاع غزة في ظل وضع عصيب وظروف قاسية بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الإغلاق شبه التام للقطاع تضاف إلى شهور طويلة من الحصار الإسرائيلي بيد أنهم يدركون أنه يتحتم عليهم التعايش والتحايل على تلك الظروف لكي تستمر الحياة. وأغلقت إسرائيل المعابر الحدودية مع غزة بالكامل، ولم تفتحها سوى ثلاث مرات فقط خلال 23 يوما للسماح بمرور ثلاث قوافل لشاحنات تحمل إمدادات إنسانية أساسية وكميات محدودة من الوقود لتشغيل محطة كهرباء غزة. ويشير أبو نايل غاباين متحسراً إلى الأرفف التي خلت من العديد من المنتجات في المتجر (سوبر ماركت) الذي يملكه في قطاع غزة، مثل منتجات الألبان واللحوم المجمدة والفواكه ومواد التنظيف وحفاضات الأطفال. وقال جاباين إنه عندما فتحت إسرائيل معبر (كرم أبو سالم) مع جنوب غزة لفترة قصيرة لمرور شحنة من السلع الأساسية الاثنين الماضي (طلبت العديد من الأشياء التي نفدت من المتجر)، لكنني لم أحصل سوى على القليل من صناديق الزبادي، وها هي الآن قد نفدت. ونظرا لأن السلع الأساسية كالأرز وزيوت الطعام والقهوة والشاي والخضراوات المحلية والأغذية المعلبة هي الوحيدة التي لا تندر في غزة - إلى جانب السلع الترفيهية المهربة عبر مصر - يضطر العديد من سكان غزة إلى العيش بشكل كبير على الأنظمة الغذائية النباتية. ولم تكن الصعوبة في الحصول على منتجات الألبان فحسب، بل وكذلك اللحوم المحلية وهي النوع الوحيد المتاح تقريباً والتي صارت باهظة الثمن بسبب توقف استيراد الماشية. وصار انقطاع الكهرباء لفترات طويلة أمرا لا مفر منه في القطاع، لا سيما في مدينة غزة وفي الشمال. وفي أثناء التهدئة، كانت محطة الكهرباء الوحيدة في غزة تتلقى 2.2 مليون لتر من وقود الديزل الصناعي أسبوعيا برعاية أوروبية، مما كان يمكنها من إنتاج ما يقرب من 55 ميجاوات أو ما يقرب من 30 في المئة من احتياجات غزة. وتواصل خطوط الكهرباء الممتدة من إسرائيل توفير نحو 60 في المئة من احتياجات القطاع فيما تقدم مصر العشرة في المئة الباقية. بيد أن تلك النسبة تراجعت الآن، حيث يتم ترشيد استهلاك الكهرباء. ويقول أحد سكان غزة: (نلاحق الكهرباء من منزل إلى آخر)، مضيفا أن الكهرباء توجد في منزله 12 ساعة فقط يوميا. ويضطر سكان غزة أيضا إلى تنظيم أنشطتهم الأساسية كالاستحمام وفقا لإمدادات الكهرباء المقتصدة. ونظرا لنقص الغاز اللازم للطهي، وأثناء الانقطاع المتكرر للكهرباء، يستخدم الكثيرون وقود الديزل المهرب من مصر لإضاءة المصابيح والمواقد، ويخلطونه أحيانا بالملح لتخفيفه، مما يعمل على صدور روائح كريهة وصعود أدخنة. ويقول محمد الخولي وهو صاحب مخبز إنه توقف خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عن عمل الفطائر وخبز الباجيت الفرنسي وينتج حاليا الخبز العربي التقليدي. وأوضح الخولي أن الخبز يخرج في بعض الأحيان غير مكتمل النضج حيث ينقطع التيار الكهربي بشكل مفاجئ، مضيفا أن الأمر يستغرق بعض الوقت لتشغيل الفرن مرة أخرى من خلال مولد الطوارئ الذي يعمل هو الآخر بوقود الديزل. وتابع: (أواصل مراقبة جدول مواعيد الكهرباء.. فأحيانا نفتح المخبز في منتصف الليل للانتفاع من الكهرباء بأكبر قدر ممكن).