• شارك برأيك
    english

    عائلة حنون بالقدس..35 عاما في قاعات المحاكم الإسرائيلية

    هذا حال المواطن ماهر حنون من حي الشيخ جراح بالقدس والذي يعاني منذ قرابة سبعة وثلاثين عاما في المحاكم الإسرائيلية ليثبت حقه في بيته الذي يسكنه منذ منتصف القرن الماضي، فبين أزقة القدس العتيقة التي عاش بها أيام طفولته وزرع في قلوب أبنائه حب الانتماء وعشق باحات المسجد الأقصى، ما زالت عائلة حنون بحي الشيخ الجراح المهدد بالهدم والإزالة يبحثون عن ملجأ يحمي بيتهم، فلا يوجد مكان مستثنى من يد الغدر الصهيونية باغتصاب الأرض والمقدسات.ورغم كل ما يحمله حنون من أوراق وعقود تثبت أنه يستأجر بيته من الحكومة الأردنية ووكالة الغوث عام 1956 إلا أن هذا لم يقنع المحكمة الإسرائيلية التي أصدرت أمرا بإخلاء المنزل قبل أربعة أشهر وانتهت المهلة قبل ايام من تاريخ هذا التقرير.

    مثال صارخ

    ويروي حنون معاناته لـ"نافذة الخير" قائلا "اسكن أنا وأفراد أسرتي السبعة عشر بهذا البيت منذ عام 1956، ولكن المستوطنون يدّعون وبأوراق مزورة أنهم يملكون الأرض منذ عام 1875، وقد تم إخلاؤنا من البيت عام 2002 وعدنا إليه بعد أربع سنوات بعد أن فشلت المحكمة باستصدار قرار يخلينا من منزلنا".وأضاف أنه ومن جديد عادت المحكمة لتسلمهم أمرا بالإخلاء، بعد أن قامت الجمعيات الاستيطانية التي تدعي ملكية الأرض ببيع ما لديها من أوراق لشركة "نحلات شمعون" والمختصة ببناء المستوطنات، "حيث خططت الشركة لبناء 250 وحدة استيطانية على أراض حي الشيخ جراح الذي يسكنه خمسمائة نسمة بينها عائلتي".وعبر حنون عن تخوفه من قيام سلطات الاحتلال بإجباره على إخلاء منزله بأي لحظة، أو أن يدفع غرامات مالية تصل إلى ما يزيد عن ستين ألف دولار، ويذكر حنون " أن المنزل الذي يسكن فيه ملجأه الوحيد له ولعائلته ولا مكان لهم يتوجهون إليه، لقد تربيت هنا وأطفالي كبروا بالحي، فكيف يدعون و يقولون انه ملكهم وبأي حق يستولون عليه ولقد ترعرعت ونشأت في هذا الحي وكله ملك للمقدسيين ولا حق لليهود به".

    تهويد ومصادرة

    وقال صاحب المنزل المهدد بالمصادرة " يكفي للمسلمين بان يتغنوا بالشعارات التي لا طائل لها، والحديث عن القدس كأنهم يدافعون عنها كل يوم وبكل لحظة، فنحن لا نسمع معهم سوى الشعارات، فالمهم برأيه أن يقدموا كل ما بوسعهم للقدس وأهلها لدعم صمودهم بوجه الاحتلال".وطالب حنون العرب والمسلمين في كل أرجاء العالم فتح أعينهم عن كثب لما يجري بالقدس، لان القدس لم يتبق منها شيء –على حد تعبيره- ليتحدثوا عنه بخطبهم وشعاراتهم الانتخابية، فالاحتلال مستمر بالمصادرة والاستيطان والتهويد، والمحاكم الإسرائيلية ليست سوى منبر للحكومة الإسرائيلية وأداة تعمل على المماطلة من اجل تنفيذ قرارات سياسة إسرائيل. وقد أعلن في وقت سابق رئيس بلدية القدس نير بركات إلى قرار يقضي بهدم سبعة آلاف منزل داخل القدس، ومصادرة الأراضي وسحب هويات المقدسيين، والعمل على تقليص نسبة العرب في القدس إلى 12% من أصل 35%، والعمل بكل الجهود على تهويد القدس وتفريغها من العرب.وكان قد أقدم مستوطنون على الاستيلاء على منزل في حي الشيخ جراح بالقدس الاثنين الماضي، وذلك ضمن عدة محاولات مستمرة للاستيلاء على اكبر قدر ممكن من المنازل في تلك المنطقة، كما ويمتلك السكان في تلك المنطقة أوراق تثبت ملكيتهم للبيوت هناك منذ عام 1948، وينفون بشدة ادعاءات المستوطنين لملكيتهم لبيوتهم، وإسرائيل منذ عام 1994 حتى شهر نيسان الحالي هدمت 868 منزلا، وتهجر ألف مقدسي سنويا عن طريق سحب الهويات والجدار العازل.