• شارك برأيك
    english

    الاحتلال يتلذذ على عذابات الأسرى في رمضان

    يقبع ما يزيد عن أحد عشر أسيرا من بينهم أطفال ونساء ومسنين خلف قضبان الاحتلال دون أدنى حقوقهم التي كفلتها لهم القوانين الدولية .ولعل شهر رمضان داخل المعتقلات مختلف عن خارجها حيث المعاناة وتلذذ قوات الاحتلال في التضييق على الأسرى وانتهاك حقوقهم ، فكيف يقضي الأسرى أيام وليال رمضان في قبضة الاحتلال ؟ .

    انتهاك الحقوق

    في رمضان من كل عام يحاول الأسرى الاستعلاء على آلامهم وحزنهم وحرمانهم ومن أبناءهم وأهليهم ، من خلال إظهار السعادة على محياهم شموخاً أمام السجان الصهيوني الذي ينتظر منهم لحظات الإحباط والانكسار ، فيحاول الأسرى رغم القيد ولو جزئياً إيجاد جواً روحانياً رمضانياً رغم انتهاكات دولة الاحتلال على أكثر من صعيد .وكشف مركز الأسرى للدراسات على مجموعة من الانتهاكات بحق الأسرى في السجون ذات العلاقة المباشرة بشهر رمضان المبارك أولها انتهاكات في ممارسة الشعائر الدينية حيث ترفض قوات الاحتلال السماح بإدخال الكتب الإسلامية عبر الزيارات بالعدد المطلوب ، وعدم السماح لخطيب جمعة متواجد في أحد الأقسام ليخطب في قسم آخر ، مؤكداً أنه يصدف تواجد عشرة خطباء في قسم واحد وعدم وجود خطيب واحد كفؤ في قسم آخر .وبحسب المركز فان الإدارة العامة للسجون تمنع جمع الأسرى في صلوات عامة في ساحة السجن المركزي وبشكل جماعي كصلاة الفجر أو المغرب أو العشاء ومثل " قيام الليل " التراويح ، أو على الأقل إحياء " ليلة القدر " بالشكل الجماعي مما يضطر الأسرى من أدائها داخل الغرف الضيقة والمزدحمة .وتمنع قوات الاحتلال وجود مصلى عام في كل سجن رغم مطالبة الأسرى له منذ سنين أسوة بالأسرى اليهود ، وتعزل الإدارة كل خطيب جمعة يتفوه بكلمة لا تعجبها وتعاقبه وقد تنقله من سجن لآخر على ذلك ، وتمنع الأسرى كذلك من حرية التزاور والحركة داخل السجون في عيدي الفطر والأضحى إلا بالشكل المحدود والداخلي في داخل القسم الواحد .وأكد مركز الأسرى للدراسات أن هنالك بعض الشذاذ الجنائيين اليهود ممن يطهون الطعام للأسرى الفلسطينيين والعرب في مطابخ السجون بعد سحبها من الأسرى الفلسطينيين ، يتسابقوا في وضع الأوساخ في الطعام واعترف أحدهم بذلك عبر تقرير مصور ظهر على القناة الثانية الإسرائيلية ، وأحياناً أخرى بتحريك الطعام بأدوات غير نظيفة ومتسخة ، وأقل القليل طهو الطعام دون تنظيفه .ولطالما اشتبه الأسرى بأشياء في الطعام ومعظم الأسرى يشمئز ولا يطيق تناول كل ما طهاه الجنائيين ، وهنا تكمن مشكلة "الكانتينا" التي يعتمد الأسرى في طعامهم عليها ، وما تغطيه وزارة الأسرى وما يدفعه الأهالي لأبنائهم في السجون لا يغطى الحد الأدنى من حاجة الأسرى لطعامهم وخاصة أن كل ما يباع في كنتينة السجن أغلى بأضعاف من قيمته فى المناطق الفلسطينية .ويضيف أن ما تحضره إدارة السجن من مخصص المواد الغذائية على قلته للسجن فيما لو طهاه الأسرى الفلسطينيين أنفسهم كالسابق بدل الجنائيين لخفف عنهم معظم هذا العبء .

    عقاب جماعي

    وتمتد انتهاكات الاحتلال للأسرى بحرمانهم من زيارة أهليهم وأطفالهم فى شهر رمضان المبارك مما يضاعف من معاناتهم ، ويعد هذا المنع مخالفاً للنظم والقوانين والاتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة ، وعقاب إضافي لأحكامهم . وطالب مركز الأسرى للدراسات الصليب الأحمر الدولي العمل على ضمان الزيارة لكل أهالي الأسرى بعيداً عن سياسة المنع تحت أي حجة ، واستئناف الزيارة بشكل طبيعي أسبوعياً للموقوف وكل أسبوعين للمحكوم مع إدخال الاحتياجات من ملابس وغذاء وكتب وعلى شبك مطالبين بإلغاء الزجاج العازل وعد ربط هذا الموضوع بأى حجج أخرى .وأكد المركز أن منع الأسرى من الزيارات أحدث نقص حاد في احتياجاتهم الأساسية كالملابس والأحذية ، وأن إدارات السجون تفرض على الأسرى شراء هذه الاحتياجات من الكانتين وبأسعار باهظة الأمر الذي يضاعف من معاناة الأسرى والذين باتوا يتحملون عبء فوق إمكانياتهم المادية .وأفاد مركز الأسرى بأن هنالك معاناة مضاعفة للأسرى في ظل درجة الحرارة والرطوبة العالية وقلة التهوية والروائح الكريهة وانتشار الحشرات وعدم السماح بشراء الهوايات وانقطاع المياه والازدحام في الغرف وحرمان الأسرى من الماء البارد في أقسام العزل الانفرادي وبرك الصرف الصحي القريبة من السجون ، وفى الزنازين الضيقة للأسرى المعاقبين 0وبحسب المركز فأن درجة الحرارة في المعتقلات وخاصة النقب تجعل من السجون في شهر رمضان المبارك أقسام تعذيب في ظل عدم السماح باقتناء الهوايات والحرمان من المياه حيث تتعمد مصلحة السجون الإسرائيلية قطع المياه بشكل كبير ومستمر ولفترات طويلة تحت حجج أن المياه مكلفة ناهيك عن عدة أسباب تتذرع بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ، مشيرا إلى أن المياه من الضروريات التي يجب توافرها باستمرار لضرورات الشرب مبينا أنهم يواجهون صعوبة في الاستحمام واستخدامات المياه الأخرى .وأضاف مركز الأسرى أن معاناة الأسرى تتجدد وتتفاقم وبخاصة داخل الخيام مع حلول موسم فصل الصيف في مواجهة تحديات الصحراء القاحلة وقسوة الظروف المعيشية القاسية في ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر أدنى متطلبات الحياة الإنسانية والمتمثلة في الحرمان من أبسط الحقوق .وطالب رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي ومجلس المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية بإخضاع هذه الانتهاك للمناقشة كونه خارج عن السياسة وغير خاضع للقوانين المتحجرة والجامدة ، والضغط على دولة الاحتلال ومطالبتها بتوفير أماكن عامة لإقامة الصلوات في السجون الإسرائيلية ، وللسماح بقيام الصلوات العامة في الأقسام وخاصة قيام الليل في شهر رمضان المبارك خارج الغرف ، ووقف الأسرى الجنائيين اليهود غير مأمونى الجانب من إعداد الطعام للأسرى المسلمين الأمنيين وطهي الطعام من جانب الأسرى الفلسطينيين وعلى الطريقة الإسلامية ، وتقديم طعام السحور والفطور في مواعيده ، والسماح بزيارات الأهالى ولقاء الأسرى بأطفالهم وذويهم وتوفير المراوح والمياه والقضاء على الحشرات الضارة .وناشد حمدونة العالم وبرلمانات الدول الديمقراطية والصليب الأحمر وجامعة الدول العربية بصفتها ممثلة لكل العرب بتقديم احتجاج رسمي لدى الأمم المتحدة لردع إسرائيل عن ممارستها القمعية وجرائمها بحق الأسرى الفلسطينيين العزل ووقف استهانتها بحياة الإنسان الفلسطيني .

    استفزاز الأسرى

    وفي سياق متصل كشف محاموا وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن إدارة سجن رامون الإسرائيلي ما زالت تستفز الأسرى بشكل منهجي وتعاقبهم لأتفه الأسباب ، حيث تمنع تشغيل المراوح في الغرف أثناء العدد اليومي ، وتستفز الأسرى بمعاقبتهم حتى على نقاط ماء في غير مكانها فتقوم بمعاقبة كل الأسرى في الغرفة في عملية تحد وكسر لمعنوياتهم وتحطيم صمودهم . جاء ذلك بعد أن زار محاموا وزارة شؤون الأسرى والمحررين معتقل رامون الإسرائيلي والتقوا عدد من الأسرى .وأفاد محاموا الوزارة أن وضع الأسير عثمان جعيم لا يزال صعبا وقد حصل الأسير على موافقة بإدخال طبيب خاص منذ عام 2005 وحتى اليوم لم يتم إدخال أي طبيب له .. فيما تم زيارة الأسير رأفت جوابرة مسئول الكانتينا العامة في السجن حيث تم بحث عديد القضايا منها زيادة مبالغ الكانتينا في شهر رمضان ومعاشات الأسرى والأقساط الجامعية أما الأسير إسماعيل عبيات من بيت لحم والذي يقضي حكما بالمؤبد 6 مرات واعتقل بتاريخ 15-6-2003 ، يعاني من قرحة في المعدة وان ما زال يتلقى علاجا بشأنها . وزار المحامون ايضا الاسير حازم القواسمي من الخليل والذي اعتقل بتاريخ 24-1-2002 ويقضي حكما مدته 25 سنة ، ويعاني من آلام في رجليه بسبب وجود بلاتين وبراغي حيث أصيب بهما أثناء اعتقاله ، كما ان شقيق القواسمي حاتم محكوم مؤبد وعشرين عاما وهو متواجد في سجن رامون أيضا . يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بعد اعتقال حازم القواسمي بهدم بيته المكون من ثلاثة طوابق ولم تتمكن عائلته من إعادة البناء حتى اللحظة .