• شارك برأيك
    english

    شهر "رمضان" المبارك ينكأ جراح ذوي الأسرى

     

    لم تفقد أم أدهم والدة الأسير حمدي الزويدي من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، الأمل بالإفراج عن ابنها الأسير، والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية بتهمة قتل مستوطن إسرائيلي.

    ومع حلول شهر رمضان المبارك تتجدد آمال أهالي الأسرى في أن تتم صفقة التبادل، ويتم الإفراج عن أبنائهم في القريب العاجل حيث يقبع في سجون الاحتلال أكثر من أحد عشر ألف أسير.

    آلام تتجدد

    وحول استقبال أم ادهم وعائلتها المكلومه شهر رمضان المبارك في ظل غياب ابنها الأسير حمدي في سجون الاحتلال منذ "17 عاماً"، وتدمير قوات الاحتلال لمنزلها في الحرب الأخيرة على القطاع، قالت: "إن قدوم الشهر المبارك جدد الآلام والأوجاع وأعادنا لاستذكار لحظات ما قبل اعتقال ابني الأسير(...) أيام رمضان تمر علينا حزينة قاسية".

    وتسترجع أم أدهم خلال مشاركتها في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى، الذي عقد أمس في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، ذكرياتها مع فلذة كبدها، وعلامات الحزن والاشتياق جلية على وجنتيها قائلة:"كنا نجتمع على مائدة الإفطار قبل أذان المغرب في أجواء رمضانية ممتعة، والضحكات كانت تتعالى على وجوهنا إلى أن يحين موعد أذان المغرب الذي كنّا ننتظره بشغف".

    وتعيش عائلة الأسير الزويدي والمكونة من 20 شخصاً في منزل بالإيجار مساحته 120 متراً ومكون من 3 غرف، بعد أن سوت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلها بالأرض في الحرب الأخيرة على القطاع ، وجرفت أراضها والبالغة مساحتها 50 دونماً.

    وتقول الحاجة الستينية: "سلطات الاحتلال تمنعني من زيارة ابني منذ 8 سنوات"، متسائلة: "بأي قانون نمنع من زيارة أبنائنا الأسرى؟!، في حين أن الدنيا قامت ولم تقعد عندما أسرت المقاومة الجندى الإسرائيلي جلعاد شاليط!!".

    وتعتبر الزويدي مناسبة كشهر رمضان مبعث حزن لها، قائلة: "سنبقى نتذكر أبنائنا الأسرى في رمضان على السحور وعند الإفطار"، متمنية أن ينتهي شهر رمضان وقد تم الإفراج عن كافة الأسرى من سجون الاحتلال.

    وناشدت والدة الأسير العالم ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل للسماح لها بزيارة ابنها الأسير في سجون الاحتلال.  وتعلق والدة الأسير الزويدي آمالا عريضة على صفقة التبادل للإفراج عن ابنها الأسير، مطالبة الفصائل المقاومة بالتمسك بشروطها بالإفراج عن الأسرى القدامى.

    فرحة لا تكتمل

    وخيمت أجواء من الحزن على عدد كبير من عائلات الأسرى في قطاع غزة، في مقر الصليب الأحمر جراء فقدانهم أقرباء وأصدقاء وأحبة غيبتهم سجون الاحتلال الإسرائيلي، ناهيك عن استقبالهم رمضان للعام الثالث على التوالي في ظل ظروف إنسانية صعبة نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع.

    وليس ببعيد عن أم أدهم كانت تجلس والدة الأسير حازم والشهيد أشرف حسنين التي لا تختلف معاناتها كثيراً عن غيرها من أهالي الأسرى، حيث ذكرت أم حازم في حديث لـ"فلسطين" أن قوات الاحتلال اقتحمت منزلها عام 2005، وقتلت ابنها أشرف واعتقلت حازم وفجرت المنزل بعد انسحابها.

    وقالت وهى ترفع صورة نجليها بساعدها المرتجف: "فرحة قدوم شهر رمضان لا تكتمل إلا بالإفراج عن كافة أبنائنا الأسرى من سجون الاحتلال، فكيف لنا أن نعيش الفرح وأبناؤنا يتجرعون الموت يومياً على أيدي سجاني الاحتلال؟!". وأضافت:" في رمضان نجلس على مائدة الإفطار ونتذكر حازم والمواقف الجميلة التي كانت تجمعنا به (...) أملي في الله كبير بأن ألتقي بأبنائي، أشعر أن غياب ابني رحلة وستنتهي، حازم سيخرج بإذن الله عما قريب من سجون الاحتلال، وأشرف سألتقي به في الجنة".

    وأعاد شهر رمضان ذكريات والدة الأسير حسنين المعتقل في سجن نفحه الصحراوي والمحكوم بالسحن "16 عاماً". ويكبر حزن أم حازم على ابنها يوماً بعد يوم وهي تفتقده على مائدة إفطار رمضان، خاصة وأنها لم تزوره منذ أن أقدمت قوات الاحتلال على اعتقاله، فيحترق قلبها وتشرع بالبكاء.

    ومع تواصل معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومعاناة ذويهم بفقدانهم في هذا الشهر المبارك، لا يسع الأهالي سوى التوجه إلى الله تعالى بالدعاء بأن يفرج عنهم هذه الكربة عما قريب ويطلق سراح أبنائهم.