• شارك برأيك
    english

    مع حلول شهر رمضان..عائلة عبيات تقاسي مرارة إبعاد أبنائها

    على الرغم من مرور ثمانية أعوام على إبعاد رائد موسى العبيات من مدينة بيت لحم إلى قطاع غزة، إلا أنه مازال يستذكر صوت مدفع الإفطار الذي كان ينطلق من جبل المنطار في مخيم الدهيشة القريب من البلدة، مبدياً أمله بالعودة القريبة لقريته الريفية التي تقع ضمن قرى بيت لحم جنوب الضفة الغربية.

    رائد أبعد مع ابن عمه ناجي لقطاع غزة، أما إبراهيم شقيق ناجي فأبعد لإيطاليا وشقيقه الثاني حسين فقد قضى شهيداً على يد الاحتلال، كما اعتقل الاحتلال إياد شقيق رائد وحكم عليه بـ 22 عاماً، فيما يقبع العشرات من أبناء العائلة في المعتقلات الإسرائيلية ويواجهون أحكام مرتفعة جداً.

    الحنين للأهل

    جاء رمضان لينكأ جراح رائد الذي بدت عليه علامات الحزن والاشتياق لأهله وبلدته الذي يغيب عنها للعام الثامن على التوالي.

    يقول رائد لـ"فلسطين" :" كنت أفطر أنا وأخوتي الثلاثة في بيت واحد، وكل واحد منا يأتي بطعام من بيته، كانت أيام جميلة جداً تسري فيها روح المحبة والجمعة الطيبة".

    ويضيف" أكثر ما يؤلمني عندما أسمع صوت أمي المشتاق"، معرباً عن خشيته أن يصيبها مكروه قبل أن يراها.

    رائد تتأجج في قلبه لوعة فراق أهله ومحبيه في شهر رمضان الثامن على التوالي، مستذكراً الأيام الجميلة التي كان يقضيها في شهر رمضان في بيت لحم.

    ويتابع " كنا من بداية الشهر نزور أرحامنا وأهلنا وكنت أجمع عماتي وخالاتي وأقاربي على العزائم في شهر رمضان، وكنا نخرج بعد الإفطار لصلاة التراويح في مسجد عمر بن الخطاب الأثري والقريب من كنيسة المهد بعدها نذهب للبلدة ونأكل الكنافة النابلسية المشهورة".

    وتوجه رائد بالعتاب لرئيس السلطة (المنتهية ولايته) محمود عباس قائلاً :" تم عقد مؤتمر فتح السادس ولم يتم ذكر قضية المبعدين واستطاعت السلطة إدخال آلاف العناصر من خارج فلسطين لمدينة بيت لحم، كان لزاماً عليها أن تعمل على إعادتنا ما دام لديها القدرة على ذلك".

    رائحة الديار

    أما المبعد ناجي عبيات ابن عم رائد فيشعر بالألم الذي يمزق فؤاده لبعده عن أولاده وزوجته التي منعها الاحتلال من دخول قطاع غزة للالتحاق به.

    ناجي تفاعل مع أهل قطاع غزة وأحبهم وأحبوه وأثر العمل في مجال خدمة أهالي الشهداء والجرحى وتقديم المساعدة لهم من خلال إحدى الجمعيات الخيرية التي يعمل بها.

    حلق ناجي بعيداً وحط هناك حيث موطنه الأصلي في قرية العبيات من قرى بيت لحم وقال لـ"فلسطين" :" بيتنا يقع في قلب الجبل في منطقة ريفية جميلة جداً، كنا نجلس في وقت العصرية والشمس على رأس الجبل وأمامك السهول والأشجار الخضراء".

    وعن ذكريات رمضان يضيف ناجي " كانت الحجة الله يحفظها تعمل لنا في رمضان أكلة المنسف باللبن البلدي ولحم الخروف، هذه أكلة مشهورة عندنا في قبيلة بني تعمر، كانت أيام جميلة إن شاء الله تعود".

    أريد العودة لكن

    ويتابع ناجي "كنا بعد الإفطار نذهب للصلاة في مسجد عمر بن  الخطاب وكان يؤم فينا الشيخ النائب خالد طافش بصوته الندي، بعدها نذهب مع الأهل ونأكل الكنافة النابلسية ونشرب الخروب".

    ويشير إلى أنه حاول جلب أولاده لقطاع غزة لكي يعلمهم حفظ القرآن الكريم،  "ففي الضفة جميع مراكز التحفيظ متوقفة بأمر من السلطة وفي تواصلي مع أحد أصدقائي بالضفة قال لي بأن الوقائي اتصل به وقال له ابنك بصلي الفجر في المسجد وعليك منعه".

    ويستذكر ناجي جيداً مسجدي عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان اللذين كان يرفع فيهما صوت الأذان، و يقول :" كنا نصلي في مسجد عمر خلف الشيخ خالد طافش المعتقل عند الاحتلال الآن ونستمتع بصوت الأذان الذي كان يصدح به الشيخ سليمان المعتقل أيضاً في زنازين الأمن الوقائي فرج الله كربهم جميعاً". 

    ولم يخف أنه غير مستعد للعودة لبيت لحم في ظل هذه الظروف لأنه كما يقول سيكون ملاحقاً من السلطة واليهود معاً، "ولن ننعم بالأمن كنا ننعم به بين أهلنا في غزة".

    ناجي ورائد وإبراهيم عبيات ضمن 39 فلسطينياً أبعدتهم (إسرائيل) في العاشر من مايو / آيار 2002، بعدما تم حصارهم بداخل كنيسة المهد في بيت لحم، 26 منهم أبعدوا إلى قطاع غزة، و13 آخرين أبعدوا لعدة دول أوروبية، وذلك من أجل إنهاء حصار الكنيسة والذي استمر لمدة (40 يوماً).