• شارك برأيك
    english

    أهالي الأسرى في رمضان... الدموع والآلام وجبة الإفطار الرئيسية

     

    يستقبل أهالي الأسرى الفلسطينيين شهر رمضان المبارك بالدموع والآلام وحسرة الفراق وكل أشكال الحرمان من متاع الحياة الدنيا، حتى أنهم يحرمون من متعة الشعور بالجو الرمضاني الروحاني وبالعبادات.

    وفي شهر رمضان المبارك يتجدد الألم ولهيب شوق الأسير لمحبيه وعاشقيه ولأمه وزوجته وأطفاله وعائلته والمقربين. فأم سامي أبو عمرة تتذكر ابنها محمود الأسير منذ ست سنوات في سجون الاحتلال في كل عمل تقوم به في رمضان، وتقول:" كل ما نعمل حاجة نفكر فيه ونبكي عليه, لما نعزم إخوته على الإفطار نتذكره, أخواته الصغيرات يتذكرن الفانوس الذي كان يشتريه إليهن في رمضان".

    وإن كانت الأم تصبر على ألم فراق ابنها, فكيف تتحمل ابنتا الأسير نداء وتهاني بُعد أباهما عنهما وهما اللتان لا تعرفانه إلا عبر الصورة المعلقة له في المنزل ولا تسمعان صوته إلا من خلال الهاتف النقال، تضيف أم الأسير محمود.

    وتتابع :" نداء وتهاني لم تريا والدهما منذ 12سنة ولم تتوقفا يوماً عن السؤال عن موعد عودته رغم محاولة الأسرة ملء الفراغ الذي تركه غياب والدهما".

    شعور بالوحدة

    وتفتقد الفتاة أمل أبو صلاح (16 عاماً) في شهر رمضان والدها واثنين من إخوتها وعمها وابن عمها وهم أسرى في سجون الاحتلال اعتقلوا في شهر مارس عام 2008. وتقول أمل لـ"فلسطين" :" أفتقد والدي كثيراً وأشعر بالوحدة من دونه, ولم أجد غير الإذاعات المحلية لأسمعه صوتي وصوت أفراد عائلتي بعد أن انقطعت عنا الرسائل التي كان يرسلها", مشيرة إلى أنهم لم يتلقوا منه أي رسائل بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

    وتشير أمل إلى أنها تتألم عندما تشاهد ابنة أخيها الأسير والتي لم تبلغ من العمر سنتين وهي تقترب من صورة والدها وتقبلها، "فهي تعرف أن من في الصورة هو والدها ولكن الاحتلال الصهيوني لم يترك لها أي فرصة لتشعر بحنانه وعطفه".

    أما الحاجة روضة النجار فتنتظر بشوق إتمام صفقة التبادل للإفراج عن ابنها محمد، فالأمل لم يفارقها يوماً ولسانها لم يتوقف عن الدعاء لابنها ولباقي الأسرى بأن يفك الله أسرهم ويخرجهم من سجون الاحتلال. وتصف الحاجة روضة مرور شهر رمضان مع غياب ابنها عنها بالأمر المؤلم والمحزن.

    والحاجة سهيلة عبيد تبكي ابنها الأسير شاكر عبيد كل يوم على مائدة الإفطار, والذي حمل مسئولية أسرته بعد وفاة والده ولم يكن يتجاوز عمره الثلاثة عشر عاماً. وتقول في حديث لـ"فلسطين":" كان يعمل لمساعدة عائلته وإخوته الصغار الذين لم يتوقفوا يوماً عن تذكره وتذكر أقواله ومواقفه وتصرفاته المضحكة، وكذلك أكلاته المفضلة, ولكن كل تلك الذكريات تكون ممزوجة بدموع مليئة بالألم والحزن الشديد بسبب بعده عنهم".

    سيعود قريباً

    زكية المصري لم تجد جواباً لسؤال حفيداتها المستمر عن أبيهن الأسير سوى أنه "عند اليهود أخذوه وإن شاء الله قريباً يعود"، معبرة عن اشتياقها للجلوس معه والتحدث إليه. وتتمنى المصري أن يعود ابنها من الأسر ليحتضن بناته اللاتي لم يتوقفن عن السؤال عنه يوماً, مستعينة بكلمة "يا رب" التي لا تفارق شفتيها ولم تمل يوماً الدعاء له ولباقي الأسرى بأن يفك الله أسرهم. ووصفت إيناس حجازي وهي شقيقة أسير محكوم بخمسة عشر عاماً قضى منها ست سنوات في سجن نفحة أول يوم مر عليهم في شهر رمضان، قائلة:" كان أول يوم في شهر رمضان صعباً علينا كثيراً وقضينا اليوم كله في البكاء ونحن نتذكر أخي وغيابه عنا كل هذه الفترة".