• شارك برأيك
    english

    حرارة الصيف تحرق رؤوس (ساكني العراء) في غزة

    كثيرة هي الأسر التي تضررت من العدوان الأخير على غزة ولجأت لحلول بديلة تمكنها من العيش في منازلها لكنها لم تستطع التغلب على كل المعيقات .ففي منزله الذي طاله الدمار يجلس طالب الثانوية العامة إبراهيم عيد في غرفة تشققت جدرانها ويكسوها شادر أزرق اللون حصلت عليه أسرته من وكالة الغوث بعدما انهارت أسقف الغرف " الاسبست " خلال العدوان الأخير على غزة .

    أوضاع متدهورة

    ومع ارتفاع حرارة الأجواء يعاني المتضررين من الأوضاع الصعبة التي يعيشونها ، فالطالب عيد الذي يعد الساعات والدقائق للتقدم إلى الامتحانات النهائية في التاسع من الشهر الجاري ، أصر على استكمال دراسته في أحلك الظروف وأقساها في محاولة منه لانتزاع نتيجة تؤهله لدراسة الصيدلة كما يقول .وقد عانى الطلبة خلال العام الدراسي الحالي من الحرب التي امتدت إلى ما يقارب الشهر لم يتمكنوا خلالها من الدراسة ، علاوة على فقدان عدد كبير منهم لأحد من ذويهم أو أصدقائهم ، وتضرر منازل العشرات منهم مما أدخلهم في آتون الصراع مع الوقت والأحداث ليتغلبوا على ما ألم بهم .ومع تردي الأوضاع المعيشية للغزيين حّملت لجنة تقصي حقائق برلمانية أوروبية سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية معاناة الشعب الفلسطيني وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مطالبة "بإنهاء الحصار وإعادة إعمار غزة".وأكدت اللجنة المنبثقة عن الاتحاد البرلماني الأوروبي خلال اجتماع لها على مسؤولية إسرائيل الكاملة عن معاناة الفلسطينيين و سوء وتدهور الأوضاع في غزة".وقالت نائب رئيس وفد الاتحاد البرلماني المتوسطي ليزا سيستا:" إن الوفد سيرفع تقريراً بكل ما تقصاه وشهده عن كثب في القطاع إلى الاتحاد الأوروبي لمناقشته وطرح حلول ناجعة وعملية لإخراج غزة من وضعها المأساوي الراهن".وأضافت:"الأوضاع في غزة ستحتل صلب التقرير الذي سيتم رفعه ومناقشته في الاتحاد الأوروبي للدفع نحو الوصول إلى حل عادل للشعب الفلسطيني في غزة".ولفتت إلى أن الخطوة التالية ستأتي من جانب الاتحاد الأوروبي لجهة طرح حلول ناجعة وعملية لما جرى في غزة في محاولة للخروج من وضعها الراهن، وإيجاد طريقة لإنهاء حالة الحصار وإعادة بناء وإعمار غزة"، مشيرة إلى "بحث الموضوع مع رئيس الاتحاد خلال مؤتمر سيعقد قريباً". ووصفت سيستا الأوضاع المعيشية والإنسانية في القطاع "بالسيئة إلى درجة لا يتحملها العقل والمنطق، بما يشكل صدمة لكل من يشاهده وكأنه كابوساً يرغب بالاستيقاظ منه وعدم العودة إليه مجدداً" مضيفة:" نحن نرفض ما رأيناه فالدمار في كل مكان ووضع الأطفال والنساء مزر جداً، ومع ذلك فإن الشعب الفلسطيني ثابت رغم مآسيه".

    محاولات حثيثة

    وأمام تلك المعاناة تحمل الحكومة كما تقول على عاتقها توفير جميع الامكانات المتاحة لمساعدة المتضررين لحين دخول مواد البناء وانهاء معاناتهم .فقد نفى المهندس إبراهيم رضوان وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان وجود تواصل بين الحكومة مع المهندس المصري صاحب فكرة إنشاء منازل خشبية في غزة ، وقال " الخشب نادر في غزة وما نشر في الإعلام ليس دقيقا ، لكن الحكومة تحاول بشتى الطرق توفير مسكن للمواطنين المتضررين".وأكد رضوان أن كل تلك المحاولات لإيجاد البدائل ليست كافية لإعادة الاعمار بشكل كامل في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول مواد البناء .وفيما يتعلق بفكرة تشييد المنازل من الطين لفت رضوان إلى أن هناك تجارب تجرى في هذه الأثناء لبناء مبنى جمعية مبرة الرحمة شرق غزة ، ومخطط لإنشاء بعض المنازل في رفح ، وفي حال نجاح تلك التجارب فسيتم تطبيقها على بقية المنازل المتضررة .وذكر وكيل وزارة الأشغال أنهم بدؤا بتوزيع الغرف المتنقلة "الكرفانات" على المتضررين الذين يقطنون في الخيام وذلك بالتنسيق مع لجان الأحياء المشرفة على مخيمات الإيواء التي زودت الوزارة بقوائم حسب الاولويات وعدد أفراد الأسر المتضررة ، وإمكانية وصول الكرفان للمنزل ، متوقعا أن تنتهي عملية التوزيع خلال الأيام القادمة .ونوه رضوان إلى أن عملية إزالة الركام لا زالت مستمرة حيث أنهى احد المقاولين إزالة الركام الذي يشكل خطرا على حياة المواطنين شمال غزة ، وستبدأ عملية الإزالة جنوب القطاع بعد أيام قليلة ، فيما سيشهد الشهر القادم عرض مناقصات كبيرة لاستمرار عملية إزالة الأنقاض .وأضاف " سيتم نقل الأنقاض إلى محررة جان أور تمهيدا لتكسيرها وإعادة الاستفادة منه مرة ثانية " .

    تقييم الأضرار

    ويحاول المواطنون تدبير أمورهم في إطار المتاح حيث لجأ معظمهم إلى كسو الغرف المتضررة بالشوادر الزرقاء التي حصلوا عليها من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ، رغم أن درجة حرارة الغرف تكون مرتفعة جدا .وكانت مشكلة إعادة الاعمار وترميم المنازل المتضررة قد طفت على السطح منذ اللحظة الأولى التي وضعت فيها الحرب أوزارها ، حيث تمنع قوات الاحتلال دخول أي من مواد البناء منذ منتصف العام 2007 ، بحجة أنها تستخدم في بناء الأنفاق وتجهيزات المقاومة .وينتظر المتضررون أن تقرر قوات الاحتلال دخول مواد البناء ، لاسيما بعد الحديث الأخير عن إمكانية دخولها بشرط أن تشرف وكالة الغوث على إعادة الاعمار كما يدعي الاحتلال.وفي السياق ذاته أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن خبراء من البرنامج أنهوا مهمة تتعلق بتقييم الأضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية الأخير ضد قطاع غزة، التي طالبت مختلف أنماط الحياة في القطاع والبنى التحتية.وقد قضى الخبراء الثمانية عشرة أيام في غزة لدراسة أنظمة معالجة الصرف الصحي، والنظام البيئي للبحار والساحل والمخلفات الخطرة بما في ذلك الأسبست، حيث سيرفعون توصيات لإعادة التأهيل خلال الأشهر القادمة.وقد عاين الخبراء 32 موقعاً لتقييم تأثير الحرب على البيئة وجمع العينات لتحليلها في المختبرات، كما جمعوا بيانات لتقييم التكلفة الاقتصادية لعملية إعادة التأهيل وإعادة بناء البيئة المتضررة في غزة.وزار الخبراء المناطق السكنية والمدارس والمناطق الصناعية ومنشآت الصرف الصحي والساحل حيث أخذوا عينات من المياه، وسيتم إرسال هذه العينات إلى مختبرات مستقلة.وخلال هذه الزيارة قام البرنامج بعقد ورشتي عمل حول كيفية التعامل مع الأسبست وغيرها من المواد الخطرة الموجودة في مخلفات البنايات وحول الصحة والممارسات السليمة لإزالة الأنقاض والتخلص من المباني المتضررة.