• شارك برأيك
    english

    ارتفاع الأسعار يطارد الغزيين واستمرار الحصار يخنقهم

    عاد أحمد وادي من السوق منهكا ذهنه بحساباته المالية التي تحاول استيعاب الأموال التي صرفها في السوق كي يتمكن من تلبية جميع احتياجات أسرته الكبيرة .

    هاجس ارتفاع الأسعار طارد وادي وهو يجمع ثمن اللحوم والخضروات التي أحضرها للمنزل ليصل بمجمل ما يزيد عن مائتي شيقل (الدولار يعادل 3.90 شيقل)، وهو ما يشكل عبئا ثقيلا على وادي الذي ليس لديه مصدر دخل بعدما انضم لطابور البطالة كغيره من العمال الفلسطينيين.

     

    ارتفاع الأسعار

    الإحصاءات الرسمية كشفت عن ارتفاع أسعار المستهلك إذا ما قورن بالأشهر الماضية، وأوضح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير حول جدول غلاء المعيشة الفلسطيني للشهر الماضي في الأراضي الفلسطينية، أن هذه الأسعار سجلت ارتفاعا بنسبة 2.43% مقارنة مع ذات الشهر من العام الماضي .

    وأضاف أن الأسعار سجلت في قطاع غزة ارتفاعاً مقداره 1.15%، نتج بصورة رئيسية عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات المرطبة بنسبة 2.37%، وأسعار الأقمشة والملابس والأحذية بنسبة 1.42%، وأسعار المسكن ومستلزماته بنسبة 0.46%.

    ولاحظ الإحصاء أن أسعار مجموعة المواد الغذائية والمشروبات المرطبة ومجموعة المسكن ومستلزماته هي سبب الارتفاع الحاصل في الأسعار في الأراضي الفلسطينية، كذلك ارتفاع أسعار الأثاث والمفروشات والسلع المنزلية والأقمشة والملابس والأحذية، بينما اتسمت أسعار بقية السلع في المجموعات الأخرى بالارتفاع أو الانخفاض الطفيف مقارنة بأسعار الشهر السابق.

    وعزا التقرير السبب الرئيسي لارتفاع أسعار المواد الغذائية على المستوى الوطني لارتفاع أسعار الخضروات الطازجة والمجففة والفواكه الطازجة والشاي والأسماك الطازجة.

    وسجلت نفقات المسكن ومستلزماته في الأراضي الفلسطينية ارتفاعاً خلال الشهر الماضي مقداره 1.15% مقارنة بالشهر السابق، نتيجة لارتفاع أسعارها في القدسJ1 بنسبة 1.21%، وفي الضفة الغربية بنسبة 0.87%، وفي قطاع غزة بنسبة 0.46%.

     

    حصار مطبق

    ولعل الحصار الذي غرز براثنه في أجساد الغزيين المنهكة بالجراح لم يدع أمامهم مجالا لاستيعاب التغيرات الكبيرة في الأسعار التي كانت نتيجة مباشرة لإغلاق المعابر التجارية التي يسيطر عليها الاحتلال ومنع وصول السلع للمواطنين.

    ولجأ الغزيون إلى البدائل المستخدمة لتوفير احتياجاتهم بعد فقدان الجديد منها ، وفي حال توفرها فيكون سعرها قد اشتعل.

    وقد دأب محمود رمضان، المقبل على الزفاف في البحث عن غرفة نوم "طقم" ، إلا أنه ذهل أمام ارتفاع أسعارها بشكل مضاعف إذا ما قورنت بقبل فرض الحصار على غزة ومنع دخول الأخشاب.

    وخابت محاولات رمضان إيجاد غرفة نوم رخيصة بالأموال المتاحة بين يديه، مما دفعه للاقتراض كي يتمكن من شرائها.  

    وفي هذا السياق أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن حصار قطاع غزة مشدد من كافة الجوانب، وأن حديث الاحتلال عن تطوير واسطة بحرية لمراقبة بحر غزة يزيد الوضع خطورة.

    وقال الخضري إن الاحتلال الإسرائيلي يخادع العالم بحديثه عن تطوير هذه الواسطة لمراقبة التحركات في بحر قطاع غزة، ويظهر أن البحر لا يعاني من حصار مشدد منذ فرض الحصار الشامل على غزة.

    وأكد الخضري في تصريحات له أن جيش الاحتلال وزوارقه الحربية يشددون حصارهم البحري مثل البري والجوي، ولا يمر يوماً دون استهداف قوارب الصيادين بإطلاق النار والاعتقال وحرق المراكب، رغم ممارستهم عملهم في نطاق المساحة المحددة لهم بعد تقليص الاحتلال لها لثلاثة أميال فقط.

    وأشار الخضري، أن هذه أكذوبة جديدة من الاحتلال لإيهام العالم بأن غزة تعيش حرية، فهو يحدث تارة عن فتح المعابر التجارية رغم أنها لا تفتح سوى بشكل جزئي لبعض المستلزمات الأساسية، وتارة بالحديث عن جهاز لمراقبة الحدود، وهو يسيطر عليها بالكامل يتوغل فيها بشكل شبه يومي ويستهدف المزارعين وسكان المناطق الحدودية.

    وجدد الخضري التأكيد على أن غزة تعاني حصاراً إسرائيلياً شاملاً ومشدداً براً وبحراً وجواً وفي كافة جوانب الحياة، وما زال السكان يعانون نقص مقومات الحياة والأدوية والعلاج الذي أدى لرفع عدد ضحايا الحصار إلى 360، إضافة لنقص مواد الاعمار.