• شارك برأيك
    english

    عيد غزة ... بلا آباء وأمهات ثكالى

     

    في كل عام يدق العيد أبوابه يأمل الغزيون أن يعود عليهم بحال أحسن من تلك التي يعيشونه ، لكن عيد الفطر هذا العام سيكون مختلف عن سابقيه بكل الأحوال ... عيد هو الأول بعد حرب قاسية أزهقت أرواح الآلاف وضمت أكثر منهم إلى صفوف المعاقين .

    ذكريات مؤلمة

    وقفت سميرة بعلوشة على أطلال منزلها المدمر تستذكر فتياتها الخمسة اللواتي قضين اثر قصف قوات الاحتلال لمسجد الشهيد عماد عقل شمال غزة في اليوم الثالث من الحرب على القطاع . عاد شريط الذكريات ببعلوشة التي حبست دمعها في مقلتيها ، وهي تقول " خلدنا إلى النوم رغم الرعب والتوقعات بقصف المنزل إلا أننا لم نجد مفرا غير منزلنا ، وما هي إلا دقائق محدودة غلب علينا النعاس فيها بعد سهر طويل من شدة أصوات الانفجارات ، حتى استيقظت على صراخ أطفالي والحجارة تتناثر من حولي " .

     

    حاولت بعلوشة لملمة نفسها والخروج من المنزل المدمر لتفقد بناتها فتفاجأت بوفاة خمسة من بين سبع فتيات وطفل وحيد . الأم الثكلى الحامل بتوأم هذه الأيام عوضها بهما الله عن بناتها اللواتي قضين في الحرب ، تستذكر فتياتها في مثل هذه الأيام حيث كن يساعدنها في تجهيز كعك العيد ، لاسيما أن زوجها كان يتخذ من بيع كعك العيد مهنة موسمية له . وتضيف الأم " جاء العيد دون حضور بناتي ، ولن يكون هذا العيد رائحة كعك في بيتنا المدمر الذي بقيت أنقاضه شاهدة على جرائم الاحتلال " .

     

    من الجدير ذكره أن الحرب على غزة أودت بحياة (1342) شهيداً من بينهم (109) سيدات أي ما نسبته (8.12%) من إجمالي عدد الشهداء، و(318) طفلاً أي ما نسبته (23.69%) من إجمالي عدد الشهداء، و(127) يبلغ عمرهم خمسين عاماً فأكثر أي ما نسبته (9.46%) من إجمالي عدد الشهداء. وبلغ عدد الشهداء محافظة شمال غزة (465) أي ما نسبته (34.64%) من إجمالي عدد الشهداء، محافظة غزة (567) أي ما نسبته (42.25%) من إجمالي عدد الشهداء ، وفي محافظة "الوسطى" (151) أي ما نسبته (11.25%) من إجمالي عدد الشهداء، محافظة خان يونس (99) أي ما نسبته (7.37%) من إجمالي عدد الشهداء ومحافظة رفح (60) أي ما نسبته (4.47%) من إجمالي عدد الشهداء.

     

    دون آباء

    اغرورقت عينا الطفلة هديل موسى وهي تستذكر والدها الذي قضى في الحرب على غزة ، وتقول " أطفال الجيران اشتروا ملابس العيد ، لكن أبي لم يعد موجودا بيننا ليشتري لي الملابس والألعاب كما كل عام ، اليهود أخذوه منا ، حسبي الله ونعم الوكيل " . كثير من أطفال القطاع سيضطر إلى قضاء العيد دون والدهم أو والدتهم الذين ارتقوا خلال الحرب التي حصدت في طريقها أرواح عائلات بأكملها .

    عائلة السموني ، وريان ، وبعلوشة ، وغيرهم كانت حاضرة في الأذهان حيث ذهب عدد كبير من أبنائها وبناتها وأطفالها، فالعيد هذا العام مختلف على عائلات غزة الجريحة

     .ولعل العادة المتبعة في غزة المحاصرة من فتح بيت عزاء صغير أول أيام العيد للموتى الذين يدخل عيدهم الاول ، سيجعل من شوارع غزة مكتظة ببيوت العزاء التي لم تستثن أحدا .

    فيما كان للجرحى ذكريات حارقة وهم يفقدون أجزاء من أجسامهم نتيجة صواريخ وقذائف الاحتلال المميتة .

    وبحسب ما أعلنته وزارة الصحة في غزة فإن عدد الجرحى بلغ نحو 5300 شخص، من بينهم نحو 1600 طفل (30%) من إجمالي عدد المصابين، و830 امرأة، أي نحو (6ر15%) من إجمالي عدد المصابين، ليبلغ عدد الجرحى من النساء والأطفال نحو 2430 امرأة وطفلاً أي ما نسبته (6ر45%) من إجمالي المصابين.

    وأسفر عن الهجمات الإسرائيلية طيلة فترة العدوان، تدمير 2114 منزلاً بشكل كلي، تحتوي على 2864 وحدة سكنية، وتضم 3314 عائلة قوامها 19592 شخصاً، كما أدت إلى تدمير 3242 منزلاً بشكل جزئي، تحتوي على 5014 وحدة سكنية، وتضم 5470 عائلة قوامها 32250 شخصاً، فضلاً عن تعرض نحو 16000 منزل إلى أضرار مختلفة جراء القصف وأعمال التدمير. وأمام تلك الحقائق والإحصاءات يكون العيد في غزة غير ، تخيم عليه رائحة الموت ، ومشاهد الأشلاء والشهداء ، وذكريات من تبقى من أفراد العائلات المكلومة .