• شارك برأيك
    english

    غزة المحاصرة تدافع عن نفسها بالتكنولوجيا

    بينما كان "عمر" يتصفح بريده الإلكتروني تفاجأ برسالة وصلته من أحد المنتديات المشارك بها تنعته بـ"الإرهابي.. والقاتل".. فأخذ يفكر ملياً كيف يمكنه تغير الصورة النمطية للفلسطينيين في أذهان الغرب؟؟.. وكيف له أن يدافع عن قضيته العادلة ويظهر بشاعة الاحتلال من خلف جهاز الحاسوب؟؟.

     

    وبعد تفكيرٍ عميق لم يجد أمامه سوى أن يتعلم اللغة الإنجليزية ليعرف كيفية مخاطبة الغرب ووسائل الإعلام الغربية, ليوصل صوت المظلومين في غزة ويكشف عن بشاعة الاحتلال والمجازر التي يرتكبها كل يومياً.

     

    وبنبرات الثقة قال "عمر" اشتركت بدورة باللغة الإنجليزية حتى يصل صوت القضية الفلسطينية للعالم.. وحتى تتغير الروايات الإسرائيلية العمياء والمنحازة للغرب.. ولكي نخرج من سيطرة الإعلام الغربي لوسائل الإعلام التي لا ترانا سوى إرهابيين وقتلة".

     

    ومؤخراً لجأ العشرات من شباب غـزة إلى تعلم المهارات الإبداعية في اللغة الإنجليزية لمخاطبة الغرب ووسائل الإعلام الأجنبية وتوضيح الصورة الفلسطينية الحقيقية والتي تسعى إسرائيل إلى تشويهها ليل نهار.

     

    ثورة إلكترونية

    وتابع "عمر" : " رغم القتل المستمر للأطفال ومجازر الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحقنا إلا أن الغرب ينعتنا بالقتلة والإرهابيون وليس المدافعون عن حقنا وأرضنا وقضيتنا", واستدرك بقوة: "ولكن منذ الآن ستصلهم الرواية الحقيقة وسيعرف كل العالم الحر مدى الظلم والاضطهاد الذي نتعرض له".

     

    ومضى يقول: " نحن الآن نعيش في ظل ثورة إلكترونية هائلة.. ونستطيع الإبحار في العالم الخارجي بضغطة زر على لوحة المفاتيح وبإمكاننا إيصال صوتنا ونحن في بيوتنا ومن خلف الشاشات الملونة وكل ما هو مطلوب منا الإلمام باللغة الإنجليزية".

     

    ويرى طالب اللغة الإنجليزية "وليد الميدنة" أن أهمية هذه الدورات تكمن في توجيه الشباب إلى كيفية المخاطبة والكتابة الصحيحة واستدرك :" لطالما هيمنت رواية الاحتلال على الغرب والوسائل الغربية ...اليوم جاء دورنا لنصحح أخطاء ما شوهته ماكينة الإعلام الإسرائيلي .."

     

    ويعكف طالب اللغة الإنجليزية في هذه الأثناء على كتابة قصة قصيرة سينشرها في الصحف البريطانية والأمريكية تتحدث عن معاناة غزة ووضعها في ظل الحصار المفروض عليها منذ أزيد من أربع سنوات وأضاف :" سنخاطب الغرب بلغتهم ونحكي لهم عن أوجاعنا ..ونحن على ثقة أن هذا الصوت سيجد الصدى والأذن الصاغية."

     

    تحدي كبير

    ومع توافد قوافل المساعدة إلى غزة احتار الشاب "خليل إبراهيم" بكفيفة التواصل مع المتضامنين الأجانب ليشرح لهم تفاصيل معاناة التي مدينته المحاصرة فهو يتحدث اللغة الإنجليزية ولكنه لا يتقن الأساليب الإنسانية والمهارات اللغوية في الكتابة الإبداعية.

     

    وأشار خليل إلى أنه وبعد تعلمه لكيفية مخاطبة الغرب بات لديه الحصيلة اللغوية الكافية للتحدث بطلاقة عن الظروف الإنسانية والمعيشية القاسية التي يعيشها الأهالي في قطاع غزة المحاصر منذ أزيد عن أربع سنوات.

     

    ومضى يقول: " كلما جاءت قافلة إنسانية لغزة ألتقي بهم وأشرح بكثير من التفصيل وبأسلوب إنساني الظلم والعدوان الذي لحق بنا بسبب الاحتلال والحصار.. وأحصل على بريدهم لكي أتواصل معهم وهم في بلدانهم وأمدهم بكافة الأحداث".

     

    وفي حديثه تحدث "رفعت العرعير" أستاذ اللغة الإنجليزية والذي قام في الآونة الأخيرة بإعطاء العديد من الدورات في الكتابة الإبداعية باللغة الإنجليزية عن أهمية توجيه الشباب بغزة وصقل مهاراتهم من أجل خدمة قضيتهم العادلة وترجمة معاناة وألم الشعب الفلسطيني وأضاف :" اليوم نحن أمام تحدي كبير يتعلق بكيفية إقناع الغرب بأن الفلسطينيين أصحاب حق وأن الاحتلال هو جلادهم وسارق أحلامهم ."

     

    لنا حق

    وشدد العرعير في حديثه على أن مثل هذه الدورات العملية لها أثر كبير في الإسهام بتعريف الغرب بقضية فلسطين العادلة واستدرك بالقول :" في الدورات نعلمهم الكتابة الإنسانية ولأن المهارات موجودة بالفعل لدّى شباب غزة وخاصة دارسي اللغة الإنجليزية ومحبيها لم يكن من الصعب الانخراط في مثل هذه الدورات ...فقط ما ينقصنا عوامل التعزيز والتوجيه ..ومطلوب منا أن نكسب هذه الطاقات ونوجهها التوجيه الصحيح."

     

    وراهن أستاذ اللغة الإنجليزية على أن فلسطين ستشهد ولادة لغة صحيحة وسليمة في مخاطبة الغربيين، والذي ينتظر الكثير منهم سماع الطرف الفلسطيني الغائب بشكل كبير عن معادلة الإعلام العالمي.

     

    وعن العناوين التي يجب على الغرب معرفتها عن الفلسطينيين قال العرعير إنه من الضروري التركيز على أننا أصحاب قضية عادلة , وأنّ لنا تاريخ وحق لا يضيع بالتقادم أو بالعنف والإرهاب المنظم، وتابع :" لا يجب أن نكل أو نلين  فالحق الذي ضمنته شرائع الدنيا كلها هو لنا".