• شارك برأيك
    english

    بعـد المصالحـة.. غـزة تحلم بمستقبل يُنهـي حصـارها

    "بعد التحية والسلام..لا تنسي موعدنا غداً سنذهب إلى زيارة صديقنا رائد ".. رسـالة لـو  وصلت إلى خالد قبل عدة أسابيع لشعرّ بأنها شـوكة علقت في هاتفه المحمـول وسارع إلى التخلص منها على الفـور ... ولكنه اليوم بدا فـرحاً وطرباً وبدأ في تجهيز نفسه للاحتفال وأصحابه بجلسةٍ هادئة.

     

    وهو يهيء نفسه للخروج تحدث خالد عن السر في تبدل حالته قائلاً: "عصر الخصومات والجمود الاجتماعي انتهى.. نحن الآن في حقبة جديدة كلها أمل وتفاؤل بغد مشرق وجميل".

     

    ومضى يقول :"أنا موظف في إحدى الوزارات تعرفت على رائد وثلة من الأصدقاء الرائعين تجمعنا لغة المحبة والألفة ..إلا أن هذه الأجواء تغيرت وباتت من المستحيل بعد الانقسام", واستدرك بأسف: "وزيارتي لصديقي الذي ينتمي لحركة حماس سيكلفني غالياً.. ببساطة راتبي سينقطع".

     

    وبفرح تابع:" ولكن منذ الآن لن أخاف انقطاع الراتب وسأزور كافة أصدقائي على الملأ وبدون أن ألتفت إلى الوراء.. فالمصالحة أنهت كل الخلافات والشوائب.. ولن يفرقنا شيء وسنصبح يداً واحدة..".

     

    وبعد أربع سنوات ثقيلة وقاسية من الانقسام والتشرذم بين شطري الوطن, بدأت بشائر الأمل والتفاؤل تلوح في أفق أهالي سكان غزة بعد توقيع اتفاق المصالحة متأملين بأن تتحسن أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية وينتهي الحصار عن مدينتهم.

     

    ستتغير أوضاعنا

    الموظف الحكومي سالم خاطر اعترف بأسـى أن أحوال الناس في غـزة تغيرت بعد الانقسام وحائط من الجليد صقل علاقاتهم الاجتماعية, وبات الأخ ينبذ أخاه والصديق يجفي صاحبه. ومضى يقول:" بعد أحداث حزيران 2007 وولادة الانقسام البغيض بت أخشى أن أجلس إلى جاري أحتسي معه الشراب ونتحدث.. وبات اللقاء وإلقاء السلام هاجس يلاحقنا ونحسب له ألف حساب".

     

    وبعد تنهيدة طويلة مضى يقول: "كانت أيام صعبة وطويلة ولكن بعد المصالحة لن نخشى شيء وستتغير أوضاعنا الحياتية والاجتماعية.. والألفة والمحبة ستحيى من جديد.. وسنعود لعملنا مرة أخرى".

     

    ورأى الشاب عبد الله حمودة أنه بعد انقشاع ضباب الانقسام وهبوب رياح المصالحة ستتاح له فرصة عمل تنتشله من وحل البطالة، مضيفاً :"تخرجت من إحدى كليات القمة منذ أربع سنوات.. ولم أحظ بأي فرصة عمل تناسب مجال تخصصي واضطررت للعمل في أحد المحال التجارية حتى أحصل على مصروفي اليومي على الأقل".

     

    والفرحة لا تغادر صوته تابع :"في الشهور القادمة سأحصل على وظيفة مرموقة وسينتهي عصر البطالة والفقر إلى الأبد".

     

    وحسب آخر التقديرات والإحصاءات بلغ معدل البطالة 65%، ومعدل الفقر 80% في قطاع غزة، كما أصبح 85% من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية المقدمة من الاونروا وبرنامج الغذاء العالمي والجمعيات الخيرية.

     

    إعادة الأعمار

    بدوره أكد "أبو حنفي حيدر" أن المصالحة الاجتماعية يجب أن تكون على سلم أولويات الحكومة القادمة، بجانب إغلاق صفحة الحصار وإعادة الإعمار وإزالة الركام وبناء البيوت المدمرة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.

     

    وتمنى "إبراهيم سلطان" أن تحقق المصالحة أهدافها ويتم علاج إفرازات الانقسام الحادة التي أثرت على كافة الشرائح في المجتمع الفلسطيني, قائلاً: " نريد إزالة الضرر الذي وقع على فئات كثيرة من شعبنا كالفصل التعسفي من الوظيفة والاعتقال السياسي والتضييق على الحريات".

     

    وهو ينظر للسماء تمنى الحاج أبو رمضان عودة أن تكتمل المصالحة ليلتفت المسئولون لتحسين أحوال المواطنين ويبدؤون الإعمار وإصلاح ما أفسده الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على غزة أواخر عام 2008.

     

    من جانبه, أكد "أبو راجي عبدو" الأب لثمانية أطفال والعاطل عن العمل منذ أربعة سنوات أن المصالحة باتت أمله الأخير لانتشاله من الفقر الذي أنهكه هو وأسرته.

     

    ومضى يقول: " أتمنى أن أجد فرصة عمل تمكنني من إعالة أسرتي الكبيرة.. أن يزول الحصار الظالم الذي شل كل تفاصيل الحياة في غزة وأجلسنا في بيوتنا بدون وظيفة و أي فرصة عمل..فمنذ أربعة أعوام لا يوجد دخل ثابت أعتاش منه أنا وأسرتي..للأسف بت غير قادر لأعيش أبنائي".

     

    ويتمنى أبو راجي أن تطوي الأيام القادمة سنوات الشقاء والفقر التي عاشها هو وأسرته, وأن يهدي أطفاله أمنياتهم الصغيرة التي حرموا منها لسنوات طويلة.